يعتبر تمثال أبولو إله الموسيقا والآداب عند اليونان المكتشف في معبد أسرية شرق مدينة السلمية من أهم التماثيل التي وجدت في الشرق لهذا الإله اليوناني.
التمثال الموجود حالياً في متحف دمشق الوطني صور على هيئة شاب رشيق ووسيم كانت عثرت عليه بعثة ألمانية نقبت في معبد أسرية عامي 1991 و1992 حيث وجدت بجانب التمثال قيثارة محطمة.
ويوضح الباحث الأثري الدكتور خالد كيوان أن التمثال صنع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 53 سنتيمتراً وتم تنظيفه وعرضه في أحد خزائن متحف دمشق مشيراً إلى أن أبولو يعتبر أيضاً إلهاً للنبوءة ما يفسر تكريس معبد أسرية للتنبؤات ويعادله في سورية القديمة الإله نبو التدمري.
ويأخذ التمثال طابعاً رومانياً من العصر القيصري فيه تأثير يوناني وهيلنستي ولكن ينقصه في الرأس أكليل الغار.
وجود هذا التمثال في أسرية يدل على أهمية هذا الموقع وما كان يمثله من الناحية الدينية ويرجح أيضاً بأن المعبد بني قبل العصر الروماني ولكن بعد هيمنة الرومان على المنطقة كرسوه كمعبد لهم.
وجاء التمثال على الشكل التقليدي المعتاد له أي بوضعية الوقوف ملتفتاً إلى أحد الجهات حيث يلتفت بهذا النموذج نحو اليمين قليلاً ويغطي رأسه بما يشبه الخوذة الطولانية كما يلاحظ أنه ركز بصره إلى الأفق البعيد ماداً يده اليمنى باسطاً كفه وكأنه يشير إلى شيء أو يعطي شيئاً ما بينما أسبل يده اليسرى وقدم ساقه اليسرى على اليمنى.
ويمكننا مقارنة تمثال أسرية بتمثال آخر للإله أبولو يعود إلى حوالي 350 023 ق.م محفوظ في متحف الفاتيكان وهو يظهر بنفس حركات تمثال أسرية تقريباً إلا أنه صنع من الحجر الرخامي وجسده يتجه إلى الأمام بوضعية الوقوف أيضاً ملتفتاً برأسه إلى الجهة اليسرى وربما يعود هذا التمثال إلى نفس تاريخ تمثال أسرية.
يشار إلى أن معبد أسرية يعود تاريخ بنائه للقرن الأول قبل الميلاد وفيه إضافات جديدة ترجع لأوائل القرن الثالث الميلادي زمن الإمبراطور السوري كركلا الذي حكم روما بين عامي 211 و217 ميلادية.