تذبذب الأسعار في أسواق طرطوس يقلق المنتج والمستهلك..!؟

شو صاير 09:32 19-05-2022

تشهد بعض أنواع الخضار والفواكه ارتفاعاً ملحوظاً بأسعارها في بداية موسمها، ومن ثم ما تلبث أن تنخفض انخفاضاً كبيراً، وهنا يتساءل مواطنونا عن هذا الارتفاع الكبير والذي يعقبه انخفاض كبير ما هي أسبابه ومبرراته؟ ولماذا لا تكون هناك تسعيرة منطقية وبعيدة عن هذا التباين الكبير في الأسعار ضاربين كمثال على ذلك مادة الفاصولياء والتي حلقت أسعارها منذ شهر، ووصلت الى أكثر من ١٣ ألف ليرة في مدينة طرطوس لتنخفض منذ أيام الى ٣٥٠٠ ليرة.
ومن التساؤلات التي طرحت أيضا: لماذا البطاطا المستوردة المصرية سعرها أرخص أو ربما قريب من سعر البطاطا ذات الإنتاج المحلي؟؟
* تدخل إيجابي عبر (المصرية)..
الثورة تواصلت مع رئيس دائرة التسويق في فرع السورية للتجارة بطرطوس المهندس” نزيه حسن” وأفادنا: بالنسبة للبطاطا المصرية، فقد تم استيرادها خلال فترة لم يكن هناك إنتاج محلي يغطي حاجة السوق، وسعرت بـ 2000 ليرة سورية كسعر تدخل إيجابي من قبل السورية للتجارة، وطرحت في صالات و منافذ السورية للتجارة بهدف خلق نوع من التوازن لسعر البطاطا مقارنة مع سعر السوق (القطاع الخاص)، وقد كان الإقبال عليها جيداً جداً.
* المحلية مرغوبة أكثر..
ولفت “حسن” إلى أنه مع بدء الإنتاج المحلي للبطاطا أصبح هناك إقبال على البطاطا المحلية الجديدة (قلع جديد) لأنها مرغوبة أكثر رغم ارتفاع سعرها عن البطاطا المصرية وذلك بسبب ارتفاع كلفة مستلزمات الإنتاج المحلي.
وأوضح أنه يتم حالياً بيع الكميات القليلة المتبقية من البطاطا المصرية في صالات السورية للتجارة، ليتم بعد ذلك المباشرة بتسويق وطرح البطاطا المحلية في صالاتنا، حيث يتم التواصل حالياً مع الفلاحين الراغبين بتسويق محصولهم من البطاطا.
* ارتفاع الطلب..
من جهته مدير سوق الهال في طرطوس المهندس “جلال جاسر” عزا ارتفاع سعر البطاطا المحلية إلى زيادة الطلب من قبل المستهلك على شراء البطاطا المحلية قياساً بالبطاطا المستوردة وذلك لأنها مرغوبة أكثر من حيث جودة المنتج المحلي ومواصفات الطعم، إضافة إلى أن البطاطا المحلية يتم إنتاجها بشكل مباشر من الحقل ومنها مباشرة إلى المستهلك، وبالتالي تكون طازجة وذات مواصفات جيدة وقيمة غذائية عالية.
وبخصوص الارتفاع الكبير لأسعار بعض الخضار ومن ثم الانخفاض الملحوظ في أسعارها كالفاصولياء أفاد قائلاً: تخضع أسعار الخضار والفواكة بشكل عام لآلية العرض والطلب ( أي إن زيادة عرض المادة بالأسواق، وقلة الطلب عليها يؤدي إلى انخفاض سعرها والعكس صحيح).
* أسباب الارتفاع..
وذكر المهندس “جاسر” أنه بالنسبة للفاصولياء كانت منذ أكثر من شهر ب 13 ألف ليرة، والسبب قلة الإنتاج، وعدم توفرها في الأسواق إلا بكميات قليلة جداً، وذلك بسبب قلة عدد البيوت المحمية والمساحة المزروعة بالفاصولياء، إضافة إلى تأثرها بالظروف المناخية من (برد – صقيع – رياح) والتي أدت إلى قلة الإنتاج بشكل كبير وعدم توفرها إلا بكميات محدودة جداً.

موضحاً أنه خلال هذه الأسابيع وبسبب تحسن الطقس وزيادة عدد البيوت المحمية ومساحة الأراضي المكشوفة المزروعة بالفاصولياء ودخولها في طور الإنتاج أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج من هذه المادة وتوفرها بكميات جيدة في الأسواق (زيادة العرض)، وبالتالي انخفاض سعرها الحالي، وقد بلغ سعرها اليوم (فاصولياء فرنسية 2500 ليرة، فاصولياء عيشة خانم 2700 ليرة).
لافتاً إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين السورية للتجارة من حيث استجرار كميات كبيرة من الخضار والفواكه إلى صالاتها، حيث تبيعها بسعر أرخص من السوق المحلي.
وقدم مدير سوق الهال في طرطوس أمثلة عن أسعار البطاطا لهذا اليوم وهي بطاطا مالحة محلية حمصية صنف أول جملة ٢١٠٠ ليرة، مفرق ٢٣٠٠ ليرة، بطاطا مستوردة مصرية نخب أول ٢١٠٠ ليرة جملة، مفرق ٢١٠٠ ليرة، بطاطا ساحلية صنف أول ٢٣٠٠ ليرة جملة، مفرق ٢٥٠٠ ليرة.
* آلية تسعير البطاطا..
وبسؤال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس “بشار شدود” عن الآلية في وضعهم التسعيرة لكل من البطاطا إنتاج محلي، والبطاطا المحلية بيّن أنه بالنسبة لتسعيرة البطاطا المحلية تتم بعد الوقوف على السعر الحقيقي المباع من قبل الفلاح والذي يخضع إلى مبدأ العرض والطلب، ومن ثم إضافة نسب الأرباح النظامية لكل مادة وشريحة تجارية.
أما تسعيرة البطاطا المستوردة فتخضع في آلية تسعيرها إلى بيانات الكلف الموثقة بفاتورة المنشأ والمقدمة من قبل المستورد إلى مديرية التجارة الداخلية التي يتبع نشاطه التجاري لها.
* رخص البطاطا المصرية..

أحد التجار لفت إلى أن سبب رخص البطاطا المصرية يرجع الى أن الموسم كان ناجحاً في بلدها، وبالتالي انخفاض سعرها وقت تحميلها من بلد المنشأ، وقد طرحت في الأسواق في أشهر لم تكن فيها البطاطا المحلية العروة الربيعية قد نزلت إلى الأسواق بعد، وعندما حل موعد قلع العروة الربيعية، تعرض موسم البطاطا لمشكلة سوء البذار، وبالتالي هناك قلة في البطاطا المحلية الجيدة والتي الكل يرغب بها لمزاياها ونكهتها الطيبة في الطعام عكس البطاطا المصرية، مشيراً إلى أنه مع قلة الكميات المطروحة من البطاطا المحلية أدى ذلك الأمر إلى ارتفاع أسعارها، لافتاً إلى أن كمية البطاطا المصرية المتبقية في الأسواق هي كميات قليلة.