تحذيرات من انتشار "ابن عم كو.رونا" عن طريق الجمل!

شو صاير 12:35 17-04-2021
في محمية كابيتي الطبيعية في جنوب كينيا، استشاط جمل غضبا إثر الشعور الذي ولدته المسحة في أنفه، عند إخضاعه لفحص "بي سي آر" بهدف الكشف عما إذا كان مصاباً بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي يُعتبر "ابن عم" فيروس كورونا، ويُخشى أن يتسبب يوماً بالجائحة العالمية المقبلة.
ولاحظ الطبيب البيطري نيلسون كيبشيرشير، أن "أخذ عينة من الحيوان أمر صعب لأن من غير المعروف ما يمكن أن يحدث، فإذا أجرى الطبيب الفحص بشكل خاطئ، قد يكون الأمر أسوأ لأنه يمكن أن يضربه ويعضه". وقد شملت الفحوص عشرة من أصل 35 جملًا في المحمية.
وتتعايش الحيوانات البرية وقطعان الماشية المخصصة للبحوث في هذه المحمية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 13 ألف هكتار والتابعة للمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في نيروبي.
وبدأ المعهد دراسة الجِمال من كينيا في العام 2013، بعد عام من ظهور فيروس مقلق في المملكة العربية السعودية هو فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وأتاحت جائحة كوفيد -19 للعالم اكتشاف مدى انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ، وهي فيروسات تنقلها الحيوانات، كالخفافيش والدواجن وآكل النمل الحرشفي، وتمثل 60 في المئة من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وبحسب المنظمة، ينتقل الفيروس المسؤول عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى البشر من خلال الاتصال القريب مع هذه الحيوانات المجترة، ما أدى إلى وباء أودى بحياة المئات في كل أنحاء العالم بين عامي 2012 و2015، وخصوصاً في السعودية.
ويسبب هذا الفيروس أعراضاً مشابهة لكوفيد-19 لدى البشر (الحمى والسعال وصعوبة التنفس - مقابل نزلات البرد الطفيفة بالنسبة للجمال)، ولكنه أكثر فتكاً، إذ يقتل واحداً من كل ثلاثة مرضى.
4 من الحالات الإيجابية
ويحظى الجمل العربي بإقبال متزايد في كينيا، إذ يفيد المستهلكون من حليبه ولحمه، بينما يهتم الرعاة الرحل في المناطق القاحلة باقتنائه لقدرته على التكيف مع الاحترار.
ومع أن عدد الجِمال في كينيا يبلغ نحو ثلاثة ملايين، ما يجعلها من الدول التي تضم أكبر عدد منها، فإن هذا الحيوان البطيء غير معروف على نطاق واسع في كينيا.
وفي مختبرات المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في نيروبي، تتلقى عالمة الأحياء أليس كيونغا بانتظام عينات مأخوذة من جمال من مناطق كينية مختلفة. وبواسطة ماصة وكواشف وآلات، تعمل على تحليل كل واحدة للكشف عن إمكان وجود متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي تنتقل في البداية بواسطة الخفاش.
وكشفت الأبحاث التي تتولاها منذ العام 2014 عن وجود أجسام مضادة لهذه المتلازمة لدى 46 في المئة من الجمال التي أجريت لها فحوص، ولكن لدى 5 في المئة فحسب من البشر الذين أجريت لهم اختبارات (أي ستة فحوص إيجابية من أصل 111 من سائقي جمال وعاملين في المسالخ).
وخلصت أليس إلى أن المتلازمة الموجودة حالياً في كينيا "لا تنتقل بسهولة إلى البشر"، مقارنةً بتلك المعدية أكثر في المملكة العربية السعودية .
لكنّ الباحثين قلقون من أن يؤدي ظهور سلالات متحوّرة من هذا الفيروس أيضاً إلى جعله أكثر قدرة على الانتقال إلى الإنسان.
في العام 2020، حذر فريق خبراء التنوع البيولوجي التابع للأمم المتحدة من أن الأوبئة ستكون أكثر تواتراً وفتكاً في المستقبل بسبب زيادة الاتصال بين الحياة البرية والماشية والبشر، جرّاء تدمير البيئة.
وكالات