صناعة الدراما بين التعثر والنهوض ضمن ورشة (الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية)

فن وسنيما 17:24 31-07-2022

صناعة الدراما بين التعثر والنهوض كانت محطة نقاش أهل الاختصاص من كتاب ومخرجين ومنتجين ونجوم وفنيين في أولى جلسات ورشة العمل “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” التي تقيمها وزارة الإعلام بالتعاون مع لجنة صناعة السينما والتلفزيون في فندق الشام بدمشق.

وقدم في هذه الجلسة التي عمل على إدارتها رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز ورقة عمل استعرضها أمين سر اللجنة أحمد رضا الحلبي بعنوان “صناع الدراما” تحدث فيها عن تاريخ تطور الدراما السورية ودخول شركات الإنتاج الخاصة في عملية صناعة الدراما والسينما وصولاً إلى اليوم.

وأكد أن الدراما السورية حققت قفزة نوعية وغزت الأسواق العربية وفي ذات الوقت احتدمت المنافسة بين شركات الإنتاج من حيث إدخال أحدث التقنيات التكنولوجية وأفضل النصوص والمواضيع المطروحة ما جعل المنتج الدرامي السوري ذات سوية فنية عالية ما زاد من فرص العمل التي تتيحها صناعة الدراما.

وبالنسبة للواقع الحالي أوضح الحلبي أنه في بداية الحرب على سورية تمت محاربة الدراما السورية من قبل المحطات العربية من خلال مقاطعتها وعدم شراء المنتج الدرامي لمنع وصول الرسائل السورية إلى الشعوب العربية بالتوازي مع الحرب الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد ما جعل شركات الإنتاج تفقد الأسواق الخارجية لمنتجها مبيناً أنه مع مرور كل هذه الظروف القاسية استمرت الشركات السورية بعملها وقدمت أعمالاً توضح من خلالها للمشاهد العربي حقيقة ما يحصل في سورية.

وأشار الحلبي إلى أنه في العام الحالي عادت الدراما السورية لتتصدر المنافسة في سوق العرض العربي وتحدثت عناوين الصحافة عن عودة نهوض الدراما السورية حيث بلغت تكلفة الأعمال المنجزة 64 مليار ليرة كما حققت الكثير من فرص العمل للسوريين وخاصة في ظل الظرف الاقتصادي الحالي وعرج على أهمية الوقوف على الصعوبات التي تعترض الدراما منها تعدد الجهات الوصائية عليها وارتفاع تكاليف الإنتاج ومحدودية الأقنية التلفزيونية الوطنية ومحطات البث والاستعانة بالخبرات والكوادر الفنية من خارج سورية.

وفي الورقة الثانية التي قدمها نقيب الفنانين السوريين محسن غازي بعنوان “العلاقات التفاعلية والإشكالية بين الجهات المسؤولة عن صناعة الدراما في سورية” انتقد فيها الواقع الراهن للدراما من ناحية وجود منافسة سلبية بين المنتجين من حيث التسويق الخارجي وتحويل صناعة الدراما والسينما إلى تجارة وغياب الثقافة وتطرق إلى مفهوم الرقابة بقالبها الجامد والمواضيع الحساسة من الناحية الاجتماعية التي تناقشها الدراما ولا سيما بغياب المسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع والمتلقي وتكريس مبدأ خطاب الكراهية في السنوات الأخيرة.

ودعا نقيب الفنانين إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية لصناعة الدراما تحدد ببنود وشروط ما يخدم المجتمع السوري ولا سيما أنها تخلت عن بناء المجتمع ولحقت بركب الرغبات التي تفرضها رؤوس الأموال فلا بد من أن يسود مبدأ المحبة وتعميق مفهوم الانتماء الوطني الصادق وتبني قضايا الطفل والطفولة في الأعمال وضبط إيقاع الدراما وإقامة ورشات متعددة في مجال السيناريو ورفد الساحة الإبداعية والدرامية بكتاب جدد.

كما أشار إلى العديد من الأزمات التي تواجه قطاع الدراما ومن أبرزها هجرة الفنانين والفنيين السوريين للعمل في الخارج مؤكداً أن سورية ولادة وقادرة على الحفاظ على موقعها المتقدم بين الدراما العربية داعياً وزارة الإعلام إلى وضع ضوابط حقيقية تلغي حالة الفوضى المعمول بها حالياً.

أما الجلسة الثانية التي جاءت بإدارة عضو مجلس إدارة لجنة صناعة السينما والتلفزيون الكاتبة ديانا جبور فحملت عنوان “العقبات التي تواجه الدراما الوطنية” ليناقش فيها هموم الكتاب حيث قدم السيناريست خلدون قتلان ورقة عمل بعنوان “النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي” تحدث فيها عن علاقة الكاتب مع المخرج وشركات الإنتاج ومع النجوم مشيراً إلى حالة الغبن التي تحيط بالكتاب مادياً ومعنوياً إضافة إلى كونهم ضحية التهميش التي تدار بين شركات الإنتاج ومنتقداً غياب النقد الفني الأكاديمي والموضوعي.

عصب العمل الدرامي بما يقوم به الفنيون وما يتعرضون له كان محور ورقة العمل التي حملت عنوان “العقبات التي تواجه الفنيين العاملين في مجال الدراما” وقدمها رئيس جمعية فنيي الدراما محمد المصري الذي استعرض منجزات الجمعية وعرض ظروف عملهم وأهم مطالبهم ولا سيما ضرورة وجود جسم قانوني يضم العاملين في المجال الفني.

وستتابع الورشة أعمالها يوم غد ويناقش فيها دور القطاع العام في صناعة الدراما الوطنية والمشروطية الاجتماعية للدراما التلفزيونية السورية والعلاقة بين المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبين التأثيرات المحتملة للدراما على الهوية الثقافية ومصلحة الدولة العليا والرسائل والقيم التي يفترض أن تعكسها الدراما في إطار ترسيخ الهوية الوطنية.