شلل شبه كامل لمفاصل مهمة في القطاع الزراعي بسبب الحرب

اقتصاد سورية 09:18 25-03-2021

أصابت الحرب على سورية وتبعات الأزمة عمليات الاستمطار بشلل شبه تام، وبالتالي حصول انعكاسات بالغة السلبيّة على الزراعة كأكبر قطاع تعتمد عليه البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي المعيشي أيضاً.
وأكدت تقارير وزارة الزراعة مؤخراً عدم وجود أي عمليات استمطار حالياً في سورية، نظراً لأن التجهيزات الفنية المخصصة لعمليات الاستمطار قد استهدفت أثناء الحرب وفي الوقت الحاضر من الصعب جداً إعادة تعميرها بسبب التكاليف العالية جداً.
وتشير التقارير إلى أن عمل المديرية حالياً ينصب على عملية المراقبة الموجودة في المحافظات، بوجود 67 محطة مطرية يتم أخذ البيانات منها وتزوّد الوزارة ومديرياتها والجهات المعنية بنسخ منها يومياً، وتؤخذ هذه البيانات عن طريق الصور الفضائية من خلال مشروع (سنارز) الذي يتم بوساطته مسح الموارد الطبيعية والزراعية، كما يحدد (سنارز) المناطق التي يضربها التنين البحري في المنطقة الساحلية ويرسم خرائط لهذه المناطق، ومن ثم يحدّد إحداثيات المواقع المتضررة عن التنين، وبعدها يتم تحميل هذه النقاط على الصور الفضائية، وتقوم المديرية بدورها بنقل الأماكن والمشاريع الحيوية إلى مناطق أكثر أماناً لتلافي تكرار هذا التنين وتعويض الأضرار من صندوق الجفاف.
وتلفت مصادر الوزارة إلى المنصة التي شكّلت مؤخراً برئاسة مديرية الأراضي والمياه لمراقبة الحرائق في الغابات والمساحات الزراعية، إضافة إلى مراقبة التغييرات الطارئة على المساحات التي حرقت لمعرفة ما يطرأ عليها سواء لجهة تعرضها للتجرد من الزراعة، أم لجهة التعديات من البعض وما يقومون به من عمليات بناء في المكان أو زراعة محصول محظورة زراعته، كزراعة الزيتون غير المسموح به في الغابات المحمية.
والهدف من تلك المراقبة عن طريق الصور الفضائية هو الحفاظ على التنوع الحراجي ويتم ذلك بالتعاون مع مديرية الحراج.
يذكر أن آثاراً سلبية كبيرة لحقت بالقطاع بعد الأضرار التي لحقت بالبنى التقنية والميكانيكية التي كانت أدوات هامة في العمل والإنتاج، الأمر الذي أعاق مساعي إعادة إنعاش الزراعة بالديناميكية والسرعة المطلوبة، والتي تستوجبها الحاجة الماسّة للسلع الأساسية في حياة المواطن، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد كانعكاس لقرارات الحصار والمقاطعة والتضييق على الشعب السوري من قبل قوى الاستهداف الخارجي.
وتذكر التقارير أن حاجة البلاد باتت هائلة من المعدات والآليات الزراعية، وكل معدات الميكنة الزراعية إن كان من الجرارات أو الحصادات أو الأدوات الأخرى التي تقوم عليها العملية الإنتاجية وباتت تقليداً تم العمل على ترسيخه لعقود طويلة، لذا تبدو الفجوة التقنية والميكانيكية كبيرة حالياً في القطاع وتحتاج إلى وقت غير قصير للاستدراك، كما تتطلب استحقاقاً مالياً ضخماً ربما لا يتوافر خلال المدى المنظور بالشكل الذي يلبي الحاجة الفعلية.

الثورة