"بعد أقل من شهرين من الاختبارات البشرية، وافقت روسيا على لقاح لـ Covid-19 للاستخدام على نطاق واسع، وقد تم إعطاء جرعة من اللقاح لإحدى بنات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال كيريل ديميترييف ، رئيس صندوق الثروة السيادية في روسيا "RDIF" ، إن اللقاح سيتم تسويقه في الخارج تحت الاسم التجاري "Sputnik V ، سبوتنيك في" وفق اتفاقيات دولية لإنتاج 500 مليون جرعة وطلبات أخرى لحوالي مليار جرعة تقدّمت بها أكثر من 20 دولة.
وقال ديمترييف أنه تم إطلاق اسم "سبوتنيك في" على اللقاح تيمّناً باسم القمر الصناعي السوفياتي"سبوتنيك" وهو أول قمر فضائي روسي وضع في المدار، وتمثّل "في" أول حرف من كلمة" لقاح"، "vaccine" في عدة لغات أجنبية.
وقد أشاد بوتين بهذا التطور باعتباره دليلاً على براعة روسيا العلمية. كما أن الموافقة على هذا اللقاح تمهّد الطريق للقيام بحملة للتلقيح الجماعي في روسيا ، التي تضررت بشكل كبير جرّاء جائحة الفيروس التاجي ، حيث سجلت روسيا 897.599 حالة إصابة بفيروس كورونا ، وهو رابع أكبر عدد من الإصابات في العالم ، ووصل عدد الوفيات فيها إلى 15131 حالة.
وقال بوتين إنه من المرجح أن يبدأ الإنتاج الضخم للقاح قريباً. وسيكون العاملون في القطاع الطبي والمعلمون هم أول من سيحصل على التطعيم باللقاح، حيث سيتم توفير اللقاح لهم بأواخر آب أو أيلول. كما سيبدأ استخدام العقار على شكل أوسع اعتباراً من كانون الثاني 2021. وأضاف بوتين أن التطعيم سيكون طوعياً.
وفي حديثه في اجتماع مع أعضاء الحكومة عبر تقنية" فيديو كونفرس" ، قال بوتين إن اللقاح ، الذي طوّره "معهد غاماليا" في موسكو ، آمن وفعال وقد تم إعطاؤه لإحدى بناته.
وقال الرئيس بوتين موضّحاً، إن درجة حرارة ابنته كانت 38 درجة مئوية عند الحقنة الأولى من اللقاح ، ثم انخفضت بعد ذلك إلى ما يزيد قليلاً عن 37 درجة مئوية في اليوم التالي. وارتفعت حرارتها بشكل طفيف بعد الحقنة الثانية، ولكن بعد ذلك انتهى كل شيء.
وأضاف بوتين: "إنها الآن في حالة جيدة ولديها عدد كبير من الأجسام المضادة".
تُستخدم تجارب المرحلة الثالثة لاكتشاف الآثار الجانبية النادرة وأيضاً لقياس مدى فعّالية اللقاح عند عينة أوسع من السكان.
وحسب قول البروفيسور ألكسندر جينسبرج ، رئيس "معهد غاماليا" الذي طور اللقاح ، سيبدأ التطعيم فوراً بينما تستمر تجارب المرحلة الثالثة. وقال إنه في البداية ستكون هناك جرعات كافية فقط لإجراء التطعيم في 10-15 منطقة روسية ، وفقاً لوكالة أنباء إنترفاكس.
وكان جينسبرج قد أثارالدهشة في شهر أيار عندما قال إنه وعدد من الباحثين قد بدأوا بتجربة اللقاح على أنفسهم.
وبدأت الدراسات البشرية في 17 حزيران على 76 متطوعاً. تمّ حقن نصفهم بلقاح سائل والنصف الآخر بلقاح على شكل مسحوق قابل للذوبان.
قال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو إن اللقاح آمن وفعّال كما أنّه أنتج مستويات عالية من الأجسام المضادة بين المتطوعين الذين اختبروه. وأضاف: "لم يعان أي منهم من مضاعفات خطيرة بسبب اللقاح" ، مضيفًا أن المناعة قد تستمر لمدة تصل إلى عامين.
وكان الخبراء يدقون ناقوس الخطر من أن أي لقاح قد يكون فعّالاً بشكل جزئي فقط ، وقد لا يوفر حماية متساوية للجميع ، بالنظر إلى قلة المعلومات المعروفة عن مختلف العوامل الوراثية وغيرها.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوضحت أنّ جميع اللقاحات المرشحة يجب أن تمر بمراحل كاملة من الاختبار قبل طرحها.
في الوقت الذي أصرّ فيه المنظمون حول العالم على أن الاندفاع لتطوير لقاحات كوفيد- 19 لن يؤثر على السلامة.
ترجمة: ميساء وسوف
المصدر The Guardian