قطاع الدواجن في حلب يستغيث: لا دعم.. ومعظم المداجن توقفت

محليات 08:06 19-09-2020

لا يختلف حال قطاع الدواجن في حلب عن واقعه المتردي في عموم المدن السورية باستثناء أنه لم ينل أي دعم حكومي منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة على عكس ما يروج، لتكن النتيجة خسائر متتالية من نصيب المربين وغلاء فاحشاً يعاني منه المواطن مع خروج الفروج والبيض من حساباته رغم التحذيرات المستمرة بتجنب هذا السيناريو من دون تلقي أي استجابة فعلية من الجهات المعنية، مع أن إمكانية الإنقاذ ممكنة ببساطة وخاصة في ظل حجم المنافع الكبيرة عبر تغطية حاجة السوق المحلية بأسعار مقبولة كانت تصدر إلى أسواق عديدة وأصبحت اليوم محرمة على السوريين.

(لا دعم)
مؤخراً وبعد مناشدات عديدة نال قطاع الدواجن في حلب بعض الدعم من خلال تقديم 100 ليتر مازوت لكل 1000 طير، وهو أمر وجده رئيس غرفة زراعة حلب_ علي وراق جيداً لإنقاذ حال هذا القطاع الذي يعاني من مصاعب عديدة تسببت في عزوف المربين عن الخدمة، علماً أنه تم نقل هذه المعاناة مراراً وتكراراً من دون تلقي أي استجابة، ما أدى إلى الارتفاع الكبير الحاصل في أسعار لحم الفروج والبيض وخروجهما من قائمة الغذاء الأساسية للمواطن.
وبين وراق أنه في السابق كان يوجد 684 ألف طير بياض لكن جراء عدم تقديم الدعم المطلوب للمربين عبر مد مداجنهم بالمازوت والأعلاف تعرضوا لخسائر كبيرة على نحو ساهم في تراجع هذا العدد إلى 8 آلاف طير فقط، وبالتالي حصول نقص في الإنتاج وارتفاع غير مسبوق بسعر هاتين المادتين، متسائلاً عن سبب تكديس الأعلاف في المستودعات وتعريضها للتلف بدل توزيعها على المربين، علماً أن غرفة زراعة حلب كانت قد طالبت وزارة الزراعة بتنظيم دورة علفية أيام الحكومة السابقة لكنها ظلت تماطل، ما تسبب في تعرض مخزون الأعلاف للضرر والتلف مع أنه كلف الخزينة مليارات الليرات، مطالباً من أجل إنعاش حال قطاع الدواجن والزراعة عموماً _كون بلدنا زراعياً_ بدعم الفلاحين بالمال والقروض والاعتماد على الري الحديث (التنقيط) على نحو يخفف أعباء والمصاريف على المزارعين.

(غير مرخصة)
معاناة قطاع الدواجن في حلب يشير إليها أيضاً رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب_ رامي ناولو، وهو الخبير والعارف بسير الأمور على أرض الواقع بتأكيده أن معظم المداجن حالياً متوقفة عن العمل ومتضررة ولا تتلقى أي دعم حكومي منذ الحرب وحتى الأن باستثناء الدعم الإعلامي، فمثلاً خصص قطاع الدواجن بمبلغ 9 مليارات ليرة في عهد الحكومة السابقة، لكن لم يصل إلى محافظة حلب أي من هذا الدعم، فأصحاب المداجن المتضررة والمتوفقة عن العمل ظلوا بعيدين عن أي أثر ملموس من هذا المبلغ المفروض أنه خصص لدعم قطاع الدواجن الحيوي، حيث كان يفترض على المعنيين اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدخال هذه المداجن من أجل إنعاش هذا القطاع الهام، الذي يحتاج إلى تأمين متطلبات نهوضه الأساسية من توفير المازوت والكهرباء أو الطاقة البديلة والأعلاف، لافتاً إلى أن المربين لا يطلبون الدعم النقدي وإنما دعماً عينياً عبر توفير هذه الخدمات بغية إعادة المداجن إلى الإنتاج، أقله المداجن المرخصة التي أصبحت تعد على الأصابع، فأكثرية المداجن اليوم غير مرخصة، وهي نوعان، مداجن تنطبق عليها شروط وزارة الزراعة لكنهم عاجزون عن الحصول على الترخيص بسبب التكاليف العالية، ومداجن لا تنطبق عليها شروط الوزارة، وهذه يجب إغلاقها فوراً كونها تعمل بشروط غير صحية، وهنا يشير إلى السماح للمداجن غير المرخصة بالعمل والتعامل معها لمدة عامين، وهذا القرار اتخذ لدعم قطاع الدواجن لكن يفترض تطبيقه فقط على المداجن غير المرخصة التي تنطبق عليها شروط وزارة الزراعة، أما الأخرى فيجب استثناؤها من هذا القرار والمبادرة إلى إغلاقها كونها غير مراقبة صحياً وضررها كبير على صحة المواطن باعتبارها موجودة في مناطق قريبة من تركيا بحيث يمكن إدخال أي مواد تؤثر على صحة المواطن كجزء من الحرب على البلاد، مطالباً في الوقت ذاته باستثناء المداجن التي ترغب بالترخيص من الرسوم الفاحشة لنقابة المهندسين في حال الرغبة في إنعاش قطاع الدواجن.

(نقطة الصفر)
وبين رئيس لجنة الدواجن أن قطاع الدواجن كما هو معروف يواجه تحديات عديدة أبرزها غلاء الأعلاف، وهي الطامة الكبرى وخاصة أن معظم الأعلاف استوردت بدعم الدولار المدعوم ، لكن فقط بعض المربين يحظون بهذه الميزة بينما باقي المربين يحصلون على هذه المادة الأساسية بسعر دولار السوق السوداء، مشيراً إلى أهمية تنظيم وزارة الزراعة لاستيراد بياض الأمهات ودجاج الأمهات، فاليوم يوجد نقص حاد في هاتين المادتين بعد اضطرار المربين إلى بيعها قبل حصول هذه الأزمة بأرخص الأثمان بعد تعرضهم لخسارة كبيرة.
ولفت إلى أن قطاع الدواجن وصل إلى نقطة الصفر خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يتطلب منحه الدعم الكافي من الإنتاج الزراعي عبر الصندوق الزراعي، فمثلاً ًيمكن إصدار قرار يتيح لكل مربٍ أن يسلّم منتجاته من فروج وبيض إلى( السورية للتجارة) دعماً من هذا الصندوق وأن يكون التسعير حسب نشرة التموين، مشيراً إلى ضرورة محاسبة تجار العلف الكبار ومحاسبة مصدر اللحوم الحمراء والبيضاء، وفيما يخص قرار السماح بتسليم 100 ليتر مازوت لكل 1000 طير، اعتبره ناولو خطوة مهمة لدعم القطاع الدواجن في حلب عند تطبيقه بالشكل الأمثل، حيث عهد بتطبيقه لأجل هذه الغاية لرؤساء ومديري المناطق.