من يتحمل مسؤولية التفريط بمحصول الذرة والتأخير بتسويق إنتاجه كاملاً؟

شو صاير 12:21 27-11-2022

حالت الأمطار- وستحول لاحقاً بالأيام القادمة- من استلام الكميات المتبقية من إنتاج الذرة ليس في سهل الغاب فحسب وإنما في محافظة حلب أيضاً، حيث قدر الإنتاج بأكثر من ٥٠٠ ألف طن، وهو رقم قياسي لم يزرع ولم ينتج بهذا الحجم والقدر من بداية الحرب على سورية .
المزارع علي محمد قال: زرعنا الذرة ظناً بأن مؤسسة الأعلاف ستسوق الإنتاج بعدما وضعت سعراً محفزاً، وعندما جاء الإنتاج وبدأنا بقطافه فوجئنا بأنه ليس لدى المؤسسة المجففات، ما دفع بنا أن ننشره على الطرقات العامة، وقد كان هذا متاحاً عندما كانت درجات الحرارة مناسبة وملائمة، مضيفاً: أما اليوم فأين سنجفف الذرة؟
وهكذا خسرنا إنتاجاً كبيراً نحن في أمس الحاجة إليه، ليصار إلى استيراده بالقطع الأجنبي بهدف تأمين ما يمكن تأمينه كمادة علفية لقطاع الدواجن .
مصدر مطلع في فرع أعلاف محافظة حماة فضّل عدم ذكر اسمه رأى أن شروط استلام انتاج الذرة في هذا الوقت غاية الصعوبة في ظل غياب المجففات لدى المؤسسة العامة للأعلاف، ومضى يقول: ولذلك رأت وزارة الزراعة أن تعيد النظر بشروط الاستلام حيث تم رفع نسبة الرطوبة إلى ١٢ بالمئة وأي درجة فوق ذلك يعني رفض الإنتاج.
وزاد المصدر على ذلك: أما بخصوص الثقل النوعي فقد تم رفعه من ٦٣ بالمئة إلى ٦٨ بالمئة، وكذلك تم رفع نسبة الأجرام للهدف نفسه بما لا يتعدى ٨ بالمئة وكل درجة تزيد على ذلك يتم حسم ٢ بالمئة من قيمتها، وهو استلام أكبر قدر ممكن من الإنتاج تخفيفاً عن المزارعين ..
كل ذلك جاء بناء على تعليمات وزارة الزراعة تسهيلاً للمزارعين، وخاصة أن الوقت صار ضيقاً جداً، أما ما يتعلق بالرطوبة فهي خط أحمر وفقاً لوصف مصدر أعلاف حماة، فلا يمكن التساهل فيه، إذ من شأنه أن يلحق الأذى بالكميات المستلمة ويعرّضها للعفونة والتلف لاحقاً لكونها غير مشبعة تجفيفاً، منوهاً بأن الكميات التي تم استلامها في مجال مركز سلحب هي ٤٠٠ طن فقط من إنتاج الغاب والمقدرة بـ٤٠ ألف طن.
بالمختصر؛ يبقى السؤال الكبير المطروح هو: لماذا لم يتم التحضير المبكر وتأمين المجففات اللازمة وخاصة أن إنتاجنا مذهل ولافت هذا العام، وجاء بناء على التحفيز السعري أي سعر الكيلو غرام ١٨٠٠ ليرة زائد مكافأة ٢٠٠ ليرة على كل كيلو .
فتم التفريط بالقسم الأكبر منه ليصار إلى استيراده بالقطع الأجنبي، ولذلك يجب عدم ترك القضية تمر في صمت المأتم هكذا، فبماذا كانت مشغولة مؤسسة الأعلاف طوال الفترة التي سبقت جني وحصاد المحصول، هل بتصريف النخالة من المستودعات، في الوقت الذي يخسر فيه المزارعون الملايين وكذلك المؤسسة؟!