معهد التربية الموسيقية بدرعا خارج دائرة الاهتمام -إقبال كبير وضيق في المكان وأدوات لا تصلح حطباً!!

فن وسنيما 09:43 27-09-2022

مصادفة قادتنا الظروف لزيارة معهد الموسيقا بتربية درعا.
جمال المكان ومحيطه يجعلان من دارسيه شعراء، لكن عندما غصنا في سيرته مع أهل البيت وجدنا مأساة ومعاناة حقيقية تمثلت في ضيق المكان التي أحياناً يتواجد في الغرفة الصفية الواحدة أكثر من 60 طالباً وطالبة!

*ضيق المكان قلّص عدد القبول

رغم تواجده في قلب المدينة وذات مساحة كبيرة لكنه لا يحتوي على أكثر من10 غرف صفية بالتشارك مع معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية بدرعا، لكن هذا الأخير معاناته أقل وجعاً، فعدد طلابه قليل ولا يتعدون المئة طالب وطالبة فيما معهد التربية الموسيقية تجاوز عدد الطلاب فيه خلال سني الحرب ال 500 طالب للسنتين الأولى والثانية ما حدَّ من ٱلية ومعيار القبول للسنة الدراسية الحالية، بحيث لم يتجاوز عدد الناجحين في الفحوص الفنية في يومها الأول 35 طالباً من أصل 250 متقدماً وهذا ما فرضه الضيق في المكان والأعداد الكبيرة لطلاب السنتين الأولى والثانية، فيما اليوم الثاني وصل العدد الكلي إلى 112 طالباً وطالبة.

*كادر تدريسي قليل

ليس ضيق المكان وحده الذي فرض تقلّص عدد المقبولين لهذا العام الدراسي للحد الأدنى، والذي لا يشكل 30%من عدد السنوات السابقة، بل ندرة عدد مدرسي الاختصاص هو الآخر فرض نفسه، إذ كان عدد المدرسين للعام الدراسي 2021 في أفضل حالاته لا يصل إلى 10 مدرسين، وأغلبهم من خارج الملاك تم التعاقد معهم بجهود شخصية من مدير المعهد، فيما العام الدراسي الحالي من بقي في الميدان لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة لانشغال بعض المدرسين بمهام أخرى ما سيزيد الطين بلَّة؟!

*أدوات لا تصلح حطباً

ما يزيد الطين بلَّة ندرة المستلزمات وقدمها والصور تحكي، علماً أن معهد الموسيقا فيه الآلات الموسيقية التي هي حجر الزاوية في التطبيق العملي من وتريات وبيانو وآلات النفخ، وأغلب الآلات الموجودة أكل الدهر عليها وشرب ومن الأولى للهروب من هذه المشكلة كان الأجدر إلزام الطلاب بٱلات معينة حسب الاختصاص كي يتم التوافق بين المعلومات النظرية والتطبيق العملي، فالطامة الكبرى أن يتخرج الطلاب في معهد الموسيقا دون إلمامهم بالعزف على إحدى الآلات وأضعف الإيمان إتقان الدق على الصدر!!

*معيار القبول
خلال سنوات الحرب كان معيار النجاح في مقابلة اللجان للدراسة في المعهد قبول من حضر، لذا نجد أحياناً أعداد الطلاب في معهد الموسيقا يتجاوز 500 طالب نسبة الإناث 85%.

وحسب مدير المعهد «أحمد المصري»حديث الشجون أن عدد المتقدمين للعام الدراسي الحالي 2022/2023 بلغ 429 تغيّب منهم 132 الناجحون في المقابلة 112 طالباً وطالبة.
أحد أعضاء اللجنة المشتركة التي قدمت من ثلاث محافظات لهذا العام، بين أن معيار النجاح للمتقدم الإجابة عن الأسئلة التي تشمل ثلاثة خيارات العزف والغناء ولكل منهما 40 درجة والمدرج الموسيقي وعلامته 20 درجة من أصل العلامة الكاملة 100 درجة.

يتابع أحد إداريي المعهد الحديث في السياق ذاته، في العام الماضي وصل عدد الطلاب إلى 550 طالباً ضمن ثماني غرف صفية، حيث العدد النموذجي يجب ألا يتجاوز 120 طالباً كي يكون الخريجون ذوي كفاءة ومقدرة، فيما العدد الكبير من الطلاب وسط كل المصاعب التي تم ذكرها من ضيق في المكان ومستلزمات بالية ونقص في الكادر التدريسي، فالنتيجة ستكون غير مبشرة ونحن بدورنا نقول كالكتابة فوق الماء.

*للطلاب رأيهم
التقينا العديد من الطلاب الذين تقدموا لاختبار القبول شكلت أغلبية المتقدمين من الإناث حيث تجاوزت النسبة ال 70% وأغلبية المتقدمات لا يتقنّ العزف على أي ٱلة وحتى الغناء والثقافة الموسيقية فقيرة لديهن، وهذا ما بينته نتائج الاختبار الذي كشفه لنا أحد أعضاء لجان المقابلات وأنه حتى الدرج الموسيقي يغيب عن ذاكرتهن، والسؤال الذي يطرح نفسه هل من سينتسبن إلى تلك المعاهد جديرات بأن يصبحن معلمات وإن حدث فكيف سيكون الناتج؟

*ما المطلوب للنهوض؟

للخروج من عنق زجاجة المعاناة والصعوبات التي يعيشها المعهد وطلابه إمكانية التبادل بالمكان مع مركز الباسل الذي يجاوره، حيث المكان فيه متسع إضافة لتزويده بمستلزمات واحتياجات الطلاب من ٱلات موسيقية تفي وتكفي للغرض العلمي الذي يتطلع إليه الطلاب بالتوازي مع تأمين كادر تدريسي يغطي، ولو تم الأمر من خلال التعاقد من خارج الملاك كما هو الحال اليوم ضمن شروط تحقق الدخل المناسب لذلك الكادر، والأهم من كل ما تم ذكره قبول أعداد قليلة لا تتجاوز ال 100 طالب وطالبة في كل سنة دراسية جديدة وإعدادهم بشكل يرقى لأن يطلق عليهم بعد التخرج اسم معلم، فالموسيقا لغة العالم ونهضة الدول تقاس بتطورها والعامل البشري هو الحامل الرئيسي لتلك النهضة وذاك التطور.

*في ٱخر النفق
اليوم بدا شُعاع أمل ينبثق من نهاية نفق الحصول على شهادة تؤمن وظيفة ملتزمة من قبل الحكومة لشريحة الشباب والذي يشكل أغلبيته الإناث، من خلال عودة واعتماد معاهد إعداد المدرسين ما يخفف الضغط بالإقبال والتوجه الكبير على معهدي الرسم والموسيقا وهذا الشيء يساعد في حل المشكلة القائمة والتي تتمثل بضيق المكان التي تعد النقطة الأهم والأبرز.
بالتالي إن تواجد ثالوث النجاح التي تسعى إليه الإدارة “السعة في المكان والمستلزمات الحديثة والعدد المقبول من الطلاب إضافة للكادر التدريسي، “تأتي الثمار ناضجة ويتم من خلالها دعم المدارس وحتى المعاهد بخبرات تدريسية ذات كفاءة وإلمام بالمهنة يمكن من خلالها تغطية النقص الكبير الحاصل في معاهدنا.

الثورة