خريجو الكليات الطبية يطالبون بتوحيد المفاضلتين..الصحة توضح ..والتعليم تعد بالرد

محليات 08:50 02-12-2020

يقضي معظم طلاب الطب البشري في كليتهم ست سنوات من الدراسة والبحث والتقصي ومتابعة الدروس العملية، وكذلك زملاؤهم في كليتي طب الأسنان والصيدلة ولكن لخمس سنوات، ويحدو أيضاً القسم الأكبر منهم الأمل في متابعة تحصيله العلمي العالي، ليفاجأ بعد هذه المسيرة من التعب والاجتهاد بأن جهوده قد تضيع سدى، نتيجة تقليص فرص المتابعة، إما بسبب ارتفاع معدل الدراسات العليا، أو قلة الأعداد المطلوبة، أو نتيجة تقديم طلاب خريجي الجامعات الخاصة على المفاضلة، وتفاوت المعدلات الكبير نتيجة الاختلاف بالمنهاج وبعض الظروف الأخرى التي لامجال لذكرها، وذلك طبعاً ينطبق على مفاضلتي وزارتي الصحة والتعليم العالي.
وعند النظر للعدد الإجمالي المطلوب مثلاً من قبل وزارة الصحة نراه عدداً كبيراً، ولكن أثناء النظر بتفاصيله نرى أن العدد المطلوب من الاختصاصات طب الأسنان والصيدلة قليل جداً مقارنة بعدد الخريجين من هاتين الكليتين.
والجدول المرفق يوضح ذلك.

استفسارات الخريجين:

فمن المعروف أن المفاضلة التي تصدر عن وزارة الصحة تسمى مفاضلة الصحة، و المسؤول عنها هو الهيئة السورية للاختصاصات الطبية، بينما المفاضلة التي تصدر عن وزارة التعليم العالي هي مفاضلة الدراسات العليا، ويصدر في العام الواحد مفاضلتان للصحة، يفصل بينما ستة أشهر، مفاضلة تصدر في أيلول، و تسمى مفاضلة الصحة الأساسية و الثانية تصدر في الشهر الثالث من السنة التالية، وتسمى المفاضلة الترميمية أو مفاضلة ملء الشواغر .
لكن يقول بعض الخريجين: إنهم هكذا أطلقوا عليها، لكن الحقيقة مختلفة تماماً، موضحاً أن مفاضلة الصحة "الأساسية" هي مفاضلة ترميمية فعلياً، و المفاضلة "الترميمية" هي مفاضلة أساسية، ووضح قوله: بأن المفاضلة الأساسية هي المفاضلة التي يستفيد منها طلاب دفعة السنة الحالية، و من حقهم أيضاً مفاضلة أخرى هي الترميمية، الأمر الذي يحصل مخالفا لما ذُكر، فمفاضلة الصحة "الأساسية" والقادمة بشهر أيلول والتي من المفترض أن تكون من حق الدفعة التي تخرجت خلال السنة ما هي إلا مفاضلة "ترميمية" لطلاب الدفعة السابقة، حسب قوله.
وأوضح خريج آخر أن هذا الأمر ليس جديداً و لا هو وليد اليوم، حيث جرت العادة على هذا النحو ، وعلى غرار العام الماضي لم تستفد دفعة العام ٢٠١٩ من مفاضلتهم الأساسية أي مفاضلة أيلول، فكانت مفاضلة ترميمية للدفعة ٢٠١٨ وهكذا استمر الخطأ كنتيجة لإصرار البعض على عدم الإصغاء لما يمليه الصواب.
وأضاف أن مفاضلة الصحة الأساسية تمتاز بعدد المقاعد الكبير، حيث كل مقعد يمثّل اختصاص طبعاً، بينما عدد المتقدمين يكون قليلاً كونه كما أسلفنا هي ترميمية أو ملء شواغر، و بالتالي عادةً ما تكون المعدَّلات فيها منخفضة.
وتابعت خريجة أخرى أنه ببساطة الطالب صاحب المعدل الستيني، دون السبعين يعني، صار بإمكانه الحصول بكل سهولة على أرقى الاختصاصات الطبية مثل العصبية و القلبية و الهضمية، بينما تبقى الاختصاصات الأخرى لغيرهم، بمعنى أن المستفيد من مفاضلة أيلول هم طلاب الدفعة ٢٠١٩، و هذا يعني ضياع حق الدفعة الأساسية أو الحالية المتخرجة هذا العام، وسبب ذلك طبعاً عدم التنسيق بين وزارتي التعليم العالي والصحة، و إصرار الهيئة السورية للاختصاصات الطبية على إصدار المفاضلة في موعد غير قابل للتغيير.
وعليه و بالخوض في عمق التفاصيل، كانت مفاضلة أيلول هي كما أسمتها "هدية السماء" التي قُدّمت على طبق من فضة إلى الطالب الذي التحق باختصاص معين كحل مؤقت، كما عبرت الخريجة. ولم يعجبه فاستنكف عنه مثل التخدير والطب النفسي و الطوارئ.
وأشار الخريجون أن عواقب ذلك كانت أن المشافي التابعة لوزارة الصحة خسـرت كل مقاعد الاختصاصات التي تخدم أهداف وزارة الصحة، كما يسمونها، والتي تضم التشريح المرضي و طب الأسرة والطب الفيزيائي والتخدير ، وذلك نتيجة لاستنكاف الطلاب وانقلابهم على أعقابهم لقنص تلك الفرصة التي لن تتكرر في الحصول على "اختصاص" ما كانوا يحلمون به حتى في منامهم.
بعض الطلاب يقترحون تأخير مفاضلة أيلول للشهر العاشر بحيث يمكن أن تشمل طلاب الدفعة الحالية من خلال التقدّم إليها شرطياً لحين استكمال أوراقهم المطلوبة والتي تثبت تخرّجهم،
ما يتيح الفرصة أمامهم ليستفيدوا من المفاضلة الأساسية التي هي من حقهم (أصلاً) و عندها يأخذ كل طالب المقعد والاختصاص الذي يستحقه بجدارة و بحق.
في ذات الوقت عقّب خريج آخر على ما سبق بالقول: جدير بالسؤال كيف يمكن أن تسمح الوزارة لطالب معدله بالستينات أن يلتحق باختصاص كالقلبية، وفي الوقت نفسه تحرم طالب آخر معدله بالثمانينات من نفس الاختصاص في المفاضلة الترميمية؟!
وكانت أيضاً لدى الكثير من الطلاب اليوم رغبة جامحة للتفاضل على الصحة لأن الفرصة كبيرة، لكن بحرمانهم من حقهم هذا، تجد البعض مجبرين على التقدم لمفاضلة الدراسات العليا كوسيلة للتأجيل على خدمة العلم، و هذا يخص الذكور طبعاً، وهو مايعني انتظارهم لمفاضلة الشهر الثالث، واستنكافهم عن مفاضلة الدراسات للالتحاق بالصحة، و النتيجة المزيد من هدر اختصاصات الدراسات التي استُخدِمت "فقط" كوسيلة إجبارية للتأجيل على خدمة العلم من قبل البعض نتيجة الاستنكاف عنها والتقدم لمفاضلة الصحة، وكتحصيل نهائي تقول خريجة أخرى أصبح لدينا ضياع في مقاعد الدراسات للتأجيل و ضياع اختصاصات الصحة وحرمان الطلاب أصحاب المعدلات العليا من حقهم في الحصول على تلك الاختصاصات التي يطمح كل طالب طب أن ينالها.
وتعقيباً على ذلك كان لدى هؤلاء مجموعة من الاقتراحات والتساؤلات والاستفسارات تقدمنا بها لوزارتي الصحة والتعليم العالي، حول عدد المقاعد وتوحيد المفاضلتين وإمكانية منح شهادة الدكتوراه من وزارة الصحة، والدراسة دون مقابل وغيرها من الأسئلة، وكان الرد على تساؤلات الخريجين كالآتي.

الهيئة السورية للاختصاصات الطبية في وزارة الصحة توضح.

وفي هذا الإطار قالت الهيئة السورية للاختصاصات الطبية بالنسبة للاستيعاب أو عدد المقاعد: إن العدد يحدد بناء على الاستيعاب الذي يرفع من مديريات الصحة للاختصاصات المختلفة طب بشري أسنان صيدلة، مؤكدة أن هناك تنسيق بين الوزارتين من خلال لجان مشكلة تدرس إمكانية إجراء مفاضلة وطنية واحدة ومرة واحدة بالعام, كما أن هناك اتصال دائم بين وزارتي التعليم العالي والصحة إن كان مقبولاً في وزارة أخرى وهو على رأس عمله، وعملياً هذه المسألة سوف تحل بمجرد المفاضلة الموحدة.
وحول عدد المقاعد في مفاضلة أيلول أو مفاضلة آذار هذا مرتبط بالاستيعاب المرفوع من المديريات وقد يكون العدد في مفاضلة أيلول هو الأكبر و العكس هو الصحيح, منوهة أن الاختصاص بدون أجر جوابه ليس في الهيئة, لأن القبول يتم وفق برنامج المفاضلة وشروطها.
وحول سؤال الهيئة لماذا لا تمنح شهادة الدكتوراه, فهو لأن الدكتوراه شهادة أكاديمية، والمسؤول عنها وزارة التعليم العالي, بينما شهادات الهيئة هي شهادات علمية مهنية والتقدم للدكتوراه لايكون عن طريق الهيئة أو زارة الصحة بل عن طريق وزارة التعليم العالي, وهي صاحبة القرار والرأي بهذا الموضوع.
وحول سؤالنا الهيئة عن تأخير المفاضلة إلى الشهر العاشر, أجابت أن هذا الأمر غير ممكن لأن مواعيد المفاضلة في الهيئة ثابتة ولم تتغير، بينما مواعيد الفحص الوطني هي المتغيرة, وعلى أية حال هذه المسألة سوف تحل بالمفاضلة الموحدة مستقبلاً.
وقالت الهيئة إن الاختصاصات الطبية كلها مهمة ولايوجد اختصاص مهم وآخر غير مهم، والمنفاضلة وحدها التي تحدد المقبولين ونتائجها تعلن في كل مرة مع معدلات المقبولين ويفتح باب الاعتراض لمدة أسبوعين لتدارك أي خطأ يقع لأي متقدم.
وحول رغبة بعض الطلاب بالدراسة فعلاً بينما البعض الآخر يتقدم للمفاضلة فقط من أجل تأجيل خدمة العلم، فهذا يتعلق بوعي المتقدمين ووطنيتهم وروح الإيثار عندهم، والهيئة لاتصدر جوازات سفر ولاتؤجل عن خدمة العلم، في وقت قامت فيه باتخاذ إجراء بحق من يقبل بالنمفاضلة ولايتابع الدراسة بحرمانه من التقدم لأي مفاضلة تجريها الهيئة العامة لمدة عامين.
وكنا قد توجهنا بعدد من الأسئلة إلى وزارة التعليم العالي، وما طرحه الخريجون من وجهات نظر متعددة، ووعدتنا بالرد خلال الأيام القادمة ،بسبب ظروف صحية طارئة عند المعنيين باستفسارات هذا الموضوع.