شيعت الأوساط الفنية والثقافية اليوم أيقونة الفن السوري والعربي التشكيلي الفنان الراحل إلياس الزيات عن عمر ناهز 87 عاماً والذي وافته المنية في بيروت حيث أقيمت صلاة جناز على روحه في كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس بدمشق قبل أن يوارى الثرى إلى مرقده الأخير تاركاً خلفه أعمالاً فنية تنثر عبيرها في أجمل الأماكن بسورية إضافة لأبحاث فنية غزيرة وحصد من خلالها لقب معلم فن الأيقونة السورية.
ورثى الأب الياس زحلاوي الفنان الراحل الياس الزيات قائلاً إن الحديث عنه أمر بغاية الصعوبة وتمتد معرفته به منذ أكثر من ستين عاماَ كان فيها الصديق الوفي العاشق للنور وللفن حيث كانت عيناه تبحثان عن نور آخر غير نور الدنيا.
وأضاف الأب زحلاوي إن الزيات اختار في مسيرته خطاً فنياً مبتكراً وخاصاً لا يشبه أحدا لذلك توجه نحو الأيقونة مبيناً أن أهم الأعمال التي خلدها هي لوحتان رسم الأولى منهما عام 1967 والثانية 1998 وهي لوحة ضخمة موجودة في كنيسة سيدة دمشق.
بدوره أكد الفنان التشكيلي موفق مخول أن الفنان الراحل ترك بصمة كبيرة ومميزة في الفن التشكيلي السوري فهو أحد الفنانين والأساتذة العظماء استطاع من خلال أعماله أن يدمج الفن مع الحب مع التراث مع العلاقات الإنسانية.
وأشار مخول إلى أن الفنان الراحل ترك أثراً جميلاً في نفوس وأرواح زملائه وطلابه الذين تعلموا منه الكثير من الإبداع حيث أثر في الأيقونة السورية التي تجذرت بعمق في أعماله التي تنتمي إلى البيئة والثقافة السورية التي كان ملتصقا بهما.
يذكر أن الفنان الياس الزيات رسام ومصور يدوي وباحث في الفن التشكيلي ولد في دمشق عام 1935 في حارة الجوانية بحي باب توما أتم دراسته الثانوية في المدرسة الأرثوذكسية في دمشق عام 1954 وتابع دراسة الرياضيات في جامعة دمشق عام 1954-1955 وتعلم في أكاديمية الفنون الجميلة بصوفيا موفداً من الحكومة السورية وتعمق في دراسة تاريخ الفن ثم تابع في كلية الفنون بالقاهرة عامي 1960-1961 وتدرب على ترميم اللوحات الفنية بأكاديمية الفنون الجميلة في بودابست كما قام بدراسات على كيمياء الألوان وتحليل المواد في متحف الفنون التطبيقية فيها وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية.
رشا ابراهيم
