في اليوم الأخير لاستلام مخصصات الرز والسكر ازدحام أمام صالات السورية للتجارة وخوف من عدم الحصول على المستحقات

محليات 08:53 02-12-2020

ما مدى جدوى البطاقة الذكية .. هل حلت أزمة أم خلقت أزمة ؟ هو سؤال جرى على ألسنة العديد من المواطنين في اليوم الأخير من شهر تشرين الثاني الماضي ، الذين جلسوا يفترشون الأرض أمام مركز (صالة البعث) للسورية للتجارة بانتظار استلام مخصصاتهم الموعودة من مادتي الرز والسكر على (البطاقة الذكية) ، وقد رأى الكثيرون منهم أن البطاقة عديمة الجدوى ولم تساهم في التخفيف من معاناتهم ، بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على الكمية المخصصة لهم عن شهري تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين .
* الضغوط تزداد على الموطنين
المواطنة نهاد التي تعاني من آلام الديسك والربو تقول بأنها وصلت لليوم الأخير من الشهر ولم تحصل على حصتها من السكر والأرز ، ولم تصلها الرسالة المرتقبة من شركة تكامل ..
أما السيدة ذات السبعين عاماً التي تجلس على الرصيف بديعة شعبان فهي موجودة منذ الساعة التاسعة صباحاً أي لها قرابة خمس ساعات ، وتقول بأنها تأتي يومياً مرتين صباحاً وظهراً بمحاولة للحصول على مخصصاتها ..
المواطنة هيام إبراهيم التي انفجرت قهراً ووجعاً من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل حتى المازوت الذي لم تحصل على مخصصاتها في العام الماضي ، شرحت مقدار الضغوط التي يعانيها المواطن السوري ، ومنها متاهات البطاقة الذكية التي كانت مشكلة ولم تحل ، فها هو اليوم الأخير من الشهر ولم تحصل على مخصصاتها ، وتشعر بمرارة الانتظار على الرصيف هي والعديد من السيدات ..
* الحل يأتي متأخراً
وتحدث المواطن مرعي أحمد من دير الزور عن معاناته قائلاً : المشكلة في عدم التنسيق بين شركة تكامل والسورية للتجارة ، حيث وصلته رسالة لاستلام مخصصاته وعندما راجع الصالة وأدخلوا البطاقة أخبروه أن اسمه غير مرسل له رسالة ، ويقول أنتظر هنا منذ الصباح الباكر أي قرابة خمس ساعات ، ونحن كمواطنين نستغرب لماذا تركوا الحل للساعات الأخيرة من الشهر ، حيث وعدونا بإحضار سيارة أرز الساعة الخامسة مساء بالإضافة لسيارة السكر التي أحضرت صباحاً ، علماً أنني لا أعرف كيف أُفَعِّل طلب المواد؟ حيث قامت الموظفة في صالة البعث بتفعيلها لي .
* البطاقة مشكلة وليست حلاً
أما السيدة مها الموظفة التي تعاني من عبء مرورها يومياً بعد دوامها للصالة لا ترى في البطاقة حلا للمشكلة وإنما زادت الأمور سوءاً ، وتقترح أن يتم تدوير مخصصات الأشخاص الذين لم يستطيعوا الحصول عليها للشهر القادم ..
أما المتقاعد معلا أحمد فيقول لدي خمسة أولاد في الجيش وأحدهم مصاب ، ومضطر أن أحضر لأحصل على مخصصاتي ، حيث إنني لا استطيع شراء كيلو الأرز من القطاع الخاص الذي يبلغ 1500 ليرة ، ومنذ أول الشهر مداوم أمام صالات السورية للتجارة، ويقول : برغم الازدحام أمام صالة البعث فإن الازدحام أشد أمام صالة الكرامة حيث الأعداد مرعبة .
* مطالبة بعودة المعتمدين
وتحدث أحد كبار السن الذين افترشوا الأرض ضمن مجموعة : حصلنا على مخصصاتنا منذ ثلاثة أشهر من السيارات التي تجوب الشوارع ، ونحن ننتظر هنا أن تأتي سيارة الأرز لنتسلم مخصصاتنا ، ونتمنى عودة المخصصات للمعتمدين كما السابق .
أما السيدة القادمة من حي العدوية لحي وادي الذهب بعد أن قام موظفو صالة العدوية بإرسالها إلى صالة البعث ، حيث أعطيت أسماء عدة صالات تعطي المخصصات دون رسائل ، وقد حضرت صباحاً ثم عادت للمرة الثانية لعلها تحصل على مخصصاتها مع خوفها بفقدان مخصصاتها .
وتشير مريم إلى الازدحام الذي لا يراعى فيه أبسط قواعد الوقاية من الكورونا ، وتقول نحن نحتاج لحل جذري لهذه المشكلة ، ولماذا لا تفتح صالات إضافية فهذه الصالة تخدم منطقة كبيرة وعدة أحياء ..
* صالة الدبلان
هيثم حمود من حي الدبلان قال : من يوم فعلوا البطاقة الذكية لم تأتنا رسائل والازدحام شديد أمام صالة الدبلان .
* رد الموظفين في صالة البعث
الموظفة رويدا قالت : من أسباب الازدحام في صالة البعث أنها تغطي 8000 اسم لعدة أحياء هي حي الورود ووادي الذهب وعكرمة الجنوبية ، وقيام الصالات الأخرى بإرسال من لم يصلهم رسائل للحصول على مخصصاتهم ، كون جهاز الماستر المفتوح موجود في الصالة حيث لا حاجة لوصول رسالة للمواطنين .
* كبار السن لا يعلمون كيف يفعَّل طلب المواد
الموظفة لورين الأحمد تجيب على بعض الاستفسارات بالقول : تكمن المشكلة بعدم معرفة الكثير من الناس كيف يتم طلب المواد من خلال البطاقة ، وخصوصاً كبار السن الذين لا يمتلك العديد منهم جهازاً خليوياً ، وهو أحد أسباب عدم وصول رسائل ، فكنا بالإضافة لتوزيع المخصصات لمن أتتهم رسائل نقوم بتفعيل البطاقة للبعض ، وقد قمنا حتى الساعة بتوزيع 97% من مخصصات الأسماء المسجلة ، ونحن كموظفين نداوم كل أيام الأسبوع حيث إننا داومنا حتى الجمعة والسبت ، واليوم العدد قليل نسبة للأيام السابقة .
* رد مدير السورية للتجارة باتصال مع مدير السورية للتجارة عماد ندور قال : اتخذنا العديد مو الإجراءات ، والموظفون يداومون بشكل متواصل ، ونحن غير مسؤولين عن الرسائل ، لا يوجد في حمص مواطن لم يحصل على مخصصاته ، ومشكلتنا تكمن بأن العديد من المواطنين يحضرون بطاقات ذويهم من محافظات أخرى ، ونحن كل مواطن يحمل بطاقة ويقف أمام الصالة يحصل على مخصصاته .
* جهاز الماستر المفتوح يحل المشكلة
ويضيف ندور : اليوم وزعنا على العديد من الصالات جهاز ماستر مفتوح ليحصل كافة الناس على الرز والسكر دون رسائل ، وموضوع الازدحام لا علاقة لنا به فهو يخص الشرطة ويتعلق بوعي المواطن الذي لا يقف على الدور ، لدينا في كل صالة أكثر من 1000 بطاقة ، وقد قمنا بإرسال ثلاث دوريات شرطة لصالة البعث لحماية الموظفين الذين تعدى عليهم المواطنون ، وقمت بنفسي بجولة على الصالات ، وأرسلت رئيس الدائرة التجارية ومعاوني لمتابعة الأمر ، وقد قمنا بتكليف الموظفين بجمع البطاقات من المواطنين وإرسالهم لمنازلهم ، على أن يقوم الموظفون بإدخال البطاقات جميعاً وفي الصباح يأتي الناس لأخذ مخصصاتهم ، ونحن صالاتنا (صالة الحرية والمهاجرين والوثبة والكرامة) تعمل حتى ساعة متأخرة لإعطاء كافة المواطنين مخصصاتهم.