فرض شح المادة الأولية من الأقطان في الموسم الحالي العديد من الآثار السلبية على مجمل القطاع النسيجي ومن أهم هذه الآثار تباطؤ العملية الإنتاجية في شركات الغزل التابعة للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية ووصولها إلى حد توقف بعضها بالإضافة إلى الآثار الأخرى التي طالت السلسلة الصناعية ما سيؤدي إلى صعوبة تأمين احتياجات شركات النسيج من الغزول وعدم القدرة على تأمين احتياجات السوق المحلية وفقدان إمكانية التدخل الإيجابي لضبط أسعار الغزول في السوق المحلية ودعم القطاع الصناعي النسيجي عموماً وأثر ذلك على أسعار المنتج النهائي.
وتشير بيانات مؤسسة حلج وتسويق الأقطان إلى وجود انخفاض حاد في كميات الأقطان الموردة وعليه اتجهت المؤسسة العامة للصناعات النسيجية للقيام بعدة إجراءات احترازية لتوفير المادة الأولية لشركات الغزل التابعة وبالتالي تخفيف المنعكسات السلبية حسب ما أكده المدير العام للمؤسسة النسيجية المهندس حارث مخلوف الذي بين أنه تم الإعلان عن توريد /5000/ طن قطن محلوج، منوهاً إلى أن المؤسسة تقوم بدراسة كافة طلبات التشغيل للغير حيث تم تقديم عدة طلبات بهذا الخصوص وتم الحصول على الموافقات اللازمة للتشغيل للغير بالتنسيق مع الجهات المعنية مؤكداً وجود مؤشرات إيجابية نسبياً في هذا الخصوص.
وبين مخلوف أنه وفي ضوء توجيهات وزارة الصناعة و التأكيد على طرح كافة الخيارات الممكنة لتأمين الاستقرار في القطاع النسيجي يتم العمل على دراسة حلول بديلة لإدخال الألياف الصناعية في العملية الإنتاجية واستثمار العوادم لتأمين منتجات ضمن مواصفات تلبي حاجة السوق المحلية، آملاً وجود انفراجات فيما يخص المادة الأولية في مناخ النية الجدية والتنسيق والتعاون مع أخذ كافة الخيارات المتاحة بعين الاعتبار.
وبخصوص التشغيل للغير أوضح الصناعي عاطف طيفور وأحد المتقدمين لتشغيل بعض شركات الغزل التابعة للنسيجية أنه تم تجهيز البنية القانونية والإدارية لعقود التشغيل للغير واعتماد قرار ١٦٦٤ الصادر عن وزارة الصناعة بمنح الصلاحيات الكاملة للشركات الإنتاجية بالتعاقد بما يحقق الريعية الاقتصادية، حيث أصبحت اليوم الفرصة الاستثمارية مجدية ورابحة لكل صناعي وتاجر الاستثمار بهذا القطاع، ولجهة تشغيل مصانع القطاع العام ورفع نسبة إنتاج الخيوط ما سينعكس على إنتاج القطاع النسيجي بشكل عام ورفع نسبة الصادرات وتخفيض فواتير المستوردات للخيوط والأقمشة.
