المدارس في أسبوعها الثاني .. طلاب بانتظار الكتب وهموم الدوام النصفي تؤرق الأهالي

هموم الطلاب 07:43 15-09-2021

مر أسبوعان على دوام الإداريين والمعلمين وأسبوع على بدء العام الدراسي الذي حددته وزارة التربية يوم الخامس من أيلول 2021 في جميع المدارس الرسمية والخاصة والمستولى عليها وما في حكمها بجميع أنواعها ومستويات مراحلها، إلا أن هناك عددا من الصعوبات التي تواجه بدء العملية التدريسية بشكلها المطلوب، من تأخر وصول بعض الكتب إلى الطلاب وعدم جهوزية عدد من المدارس من ناحية تعقيم خزانات المياه والأسطح التي يلامسها الطلاب، إضافة إلى معاناة الكثير من صعوبة الدوام النصفي (فترتين صباحية ومسائية) في بعض المدارس، وذلك بحسب ما أكده عدد من الطلاب وأولياء الأمور والكادر التدريسي.

 

6.jpg

*الأولياء والطلاب يشتكون..
وقال أحد أولياء الأمور، إن ابنه في الصفوف الأولى في تجمع مدارس ضاحية قدسيا بريف دمشق لم يستلم حتى الآن أي كتاب، مطالبا بضرورة توفيرها للطلاب نظرا لبدء العام الدراسي، حيث ان هذا التأخير سيؤدي إلى تراكم المنهاج ما يؤثر سلبا على الطلاب.
وكشف طالب الشهادة الإعدادية في إحدى مدارس منطقة باب شرقي أنه لم يحصل حتى الآن إلا على أربعة كتب من المنهاج وهي الفيزياء والكيمياء والفرنسي والتاريخ والجغرافيا، وأن ادارة المدرسة لم تحدد لهم تاريخ استلام باقي الكتب.
ونوه طالب آخر، ان مدرسته الكائنة في منطقة القصاع بدمشق لم توزع كتب مادة الإنكليزي لصفي الثامن والتاسع الإعدادي، وأنه لا يثق بنظافة خزانات المياه في المدرسة ما يضطره لشراء عبوات المياه المعبئة.
من جانبها تساءلت ولية أمر أحد الطلاب في حي الدويلعة بدمشق، عن أسباب تأخر استلام كتب السلسلة الوطنية الجديدة لمناهج اللغة الإنكليزية والفرنسية في عدد كبير من المدارس حتى الآن؟، وعدم توافره بالمستودعات أيضاً، مطالبة وزارة التربية بتوضيح الأسباب لطمأنة أولياء الأمور والطلاب، كما أشارت إلى صعوبة الدوام النصفي قائلة: "الدوام النصفي عوفني حالي أنا بطلع الصبح عالدوام وأولادي بيطلعوا الظهر، لهيك ما بقدر شوفهم لوقت المساء، وهالشي كتير صعب علينا".

*المدرسون.. هناك نقص بالكتب
وأكد أحد المدرسين أنه لم يتم توزيع أي كتاب لصفوف الثاني الثانوي في مدرسته الكائنة في منطقة الزبلطاني، منوهاً أنه لا يمكن للمعلم إيصال المعلومة دون وجود كتاب لدى الطالب، وإن استطاع المعلم إيصالها فإنها لن تقف كثيراً عند الطالب، وسرعان ما سيتخلى عنها عقله، لذلك كان لا بد من توفير كافة الكتب قبل بداية العام الدراسي.
وبينت إحدى المدرسات أن كتب مادة التربية الدينية المسيحية لصفوف المرحلة الإعدادية لم توزع أيضاً، وهناك نقص في كتب مادة الفرنسي لصفي السابع والثامن، وكشفت أن إدارة المدرسة قامت بشراء المعقمات على حسابها الخاص، حيث لم يتم استلام أي معقمات أو منظفات لتعقيم خزانات مياه الشرب في المدرسة، أو أي معقمات لتوزيعها على الكادر التعليمي ضمن الإجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا.
وكذلك لم يكن الأمر أفضل في إحدى المدارس الكائنة في مخيم جرمانا حيث أكد أحد طلاب الصف السابع أنه لم يستلم أي كتاب لغاية الآن، إضافة إلى عدم توافر مياه الشرب.
من جهته أشار المدرس أيمن أن قرار المدارس المسائية غير سليم ولا يخدم العملية التربوية، والطالب الذي يدرس في المدارس المسائية يقضي الفترة الصباحية مثل اليتيم وحيداً لا يجد أحدا يشاركه نشاط يومه، والناس في أعمالهم وهو قابع في المنزل وعندما يعود الناس من أعمالهم والطلاب من مدارسهم يتوجه هو للمدرسة مرهقا متعبا.

*الدوام النصفي وسلبياته..

كما رأى عدد من الأكاديميين ومختصي علم النفس أن الدوام النصفي يحل جزءا من المشكلة ولكنه يخلق الكثير من الجوانب السلبية للبيئة التعليمية. والضحية في الدراسة الصباحية والتي تنتهي قبل الثانية عشرة ظهرا هو الطالب، حيث يتم ضغط الحصص وتقليص دقائقها وإلغاء الراحة بينها وتقليص الأنشطة الرياضية، وهذا كله له انعكاسات سلبية على الطالب من ناحية النمو الفكري والجسدي، أما الدراسة في الفترة المسائية فضحاياها أكثر، حيث يعاني الطالب فيها نفس المعاناة ويزيد عليها بخطر حقيقي يتمثل في العزلة الاجتماعية القسرية عن أسرته، حيث يقضي الفترة الصباحية وحيدا في المنزل أو مع الخادمة، وهذا في حد ذاته مشكلة، ويخرج من المنزل في الوقت الذي يعود فيه إخوته ووالداه ويحرم من الجلوس معهم على مائدة الغداء، وهي الفترة الوحيدة التي يجتمع فيها أفراد الأسرة، ويعود مساءً منهكا لا يجد الوقت الكافي للالتقاء بأسرته، وهذا أيضا له عدد من الجوانب السلبية على النواحي الاجتماعية والنفسية والفكرية والجسدية، والآثار السلبية للمدارس المسائية لا تقف عند الطلاب، بل تمتد للمعلمين والمعلمات العاملين في هذه المدارس والذين يقضون الوقت الذي يفترض أن يكون مخصصا لأسرهم وأبنائهم في الدوام، وبالتالي يحدث ما يسمى بالتفكك المعنوي 

للأسرة، حيث يعاني الأبناء جراء غياب الوالدين أو أحدهما.

*التربية ترد..لا تقصير
وللوقوف على هذه الشكاوى توجهت الـ "الثورة" إلى مديرية تربية دمشق والتقت مديرها سليمان اليونس الذي أكد أنه لا يوجد أي تقصير باستلام الكتاب المدرسي مبيناً أنه وبالتعاون مع فرع دمشق للكتب المدرسية تم خلال دوام الإداريين في الأسبوع الذي سبق بداية العام الدراسي استلام كامل كمية الكتب المتوافرة لدى مستودعات الفرع والتي لا تتجاوز ٥٠% من حاجة مدارس دمشق وبدأت المباشرة بتوزيعها على الطلاب في اليوم الأول من العام الدراسي، ليتم استكمال باقي الكتب وخاصة السلسلة الوطنية الجديدة لمناهج اللغة الإنكليزية والفرنسية تدريجياً، مؤكدا أن الطلاب سيحصلون على جميع الكتب خلال أيام.

7.jpg

*متابعة دائمة للتعقيم..
وبالنسبة لإجراءات تعقيم المدارس أكد اليونس أن هناك متابعة دائمة لهذا الموضوع مشيرا أن دائرتي الصحة المدرسية والجاهزية تواجدتا خلال العطلة الصيفية وخلال الاسبوع الاداري بكافة المدارس لمتابعة عملية التعقيم مع اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية للتصدي لجائحة كورونا، كما تم توزيع مادة الكلور المكثف بمعدل لترين لكل مدرسة_ مع الاستعداد لتقديم كميات إضافية في حال طلبها من إدارة المدرسة_ مع أجهزة الرش لتعقيم الأسطح والحمامات والمغاسل بإشراف المشرف الصحي للمدرسة والمكلف بمتابعة نظافتها، إضافة لتوزيع مواد التعقيم من الجل والصابون وأدوات التنظيف على كافة المدارس.

*فريق صحي لتعقيم خزانات المياه..
وبالنسبة لمياه الشرب أكد مدير التربية أن كافة المدارس أعطت جاهزيتها الكاملة لافتتاح العام الدراسي وتم تعقيم كافة خزانات المياه في الاسبوع الاداري لاستقبال الطلاب في المدارس، والعمل مستمر بشكل دوري على متابعة كافة خزانات المياه في مدارس دمشق من قبل فريق صحي لتحديد الخزانات التي تحتاج لتعقيم، منوها أن أغلب الطلاب يحضرون عبوات مياه الشرب الخاصة من منازلهم وهذا الأمر غير ممنوع، وأشار اليونس انه وفي حال وجود أي تقصير بإحدى المدارس يستدرك بشكل فوري، وهناك متابعة فورية لأي شكوى من قبل أولياء الأمور في حال وجودها.

*فرضته ظروف الحرب..
وحول الدوام النصفي لبعض المدارس بين اليونس أن دمشق كبيرة وصغيرة في آن واحد فهي صغيرة جغرافياً لكن كبيرة بعدد سكانها فبالإضافة لطلابها تستقبل طلاب المحافظات المجاورة (ريف دمشق والقنيطرة) ما يؤدي لحدوث كثافة طلابية، وذلك يستلزم فتح قاعات صفية إضافية قدر الإمكان لغاية الوصول لنقطة النهاية عندها يكون من الضروري اللجوء للدوام النصفي لاستيعاب كافة الطلاب بما يحقق التباعد المكاني بينهم وضمان السلامة الصحية لهم، وأشار أن الدوام النصفي لا ينطبق على كل المدارس ويتم التعامل مع كل مدرسة حسب واقعها وطبيعة التوزع الجغرافي للطلاب.
وأكد اليونس أن التربية تعمل جهدها ان لا يكون هناك دوام نصفي وذلك لمصلحة الطالب وراحة الأهل والمعلمين والحد من الهدر ولكن هو أمر فرضته علينا ظروف الحرب.

*المطبوعات:90% من الكتب وزعت..
بدوره أكد مدير المؤسسة العامة للطباعة علي عبود أنه تم استلام و توزيع 90% من الكتب المخصصة لمدارس محافظة دمشق والبالغ عددها 3 ملايين كتاب مدرسي، وتم تنفيذ طباعة كتب الفصل الأول للتعليم العام والمهني والبدائل المدرسية، وتستعد المؤسسة للبدء بإعداد الخطة الطباعية للفصل الثاني للعام 2021_2022 والتي يبدأ تنفيذها مع بداية شهر تشرين الأول للعام 2021، كما تقوم المؤسسة بتأمين المستلزمات الطباعية من ورق وكرتون للبدء بالخطة الطباعية للعام 2022_2023
مع بداية العام الميلادي القادم.

*جديدة وتطبع لأول مرة..
وكشف عبود عن الكتب الجديدة التي تطبع لأول مرة هذا العام وهي منهاج سلاسل اللغتين الإنكليزية والفرنسية تجريبي (كتاب +أنشطة) لجميع صفوف مرحلة التعليم الأساسي ‏ومرحلة التعليم الثانوي العام (العلمي والأدبي) وكتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي العام والتربية الدينية المسيحية للصفوف التاسع الأساسي والثاني والثالث الثانوي العام والتربية الدينية الإسلامية لصفوف الأول والثاني والثالث الثانوي المهني واللغة العربية والرياضيات والفيزياء والكيمياء للصف الأول الثانوي.

 

*40 مليون كتاب
وبين عبود أنه تمت طباعة 6 ملايين و250 ألف كتاب مدرسي (لغات أجنبية) تطبع لأول مرة وبخبرات وطنية بكلفة 3 مليارات ليرة، والباقي 29 مليون كتاب مدرسي تشمل كتب التعليم العام والمهني ورياض الأطفال والبدائل بدون لغات أجنبية بكلفة 19 مليار ليرة، علماً أن خطة العام الدراسي الحالي طباعة 40 مليون كتاب مدرسي.
ونوه مدير المؤسسة العامة للطباعة أنه تم تأليف وطباعة كتب اللغات الأجنبية محلياً وبخبرات وطنية والاستغناء عن التوريد كما كان سابقاً وبموجب اعلان مناقصة أصولية ما أدى إلى توفير وصل إلى 12 مليار ليرة سورية في ظل الأسعار وتقلباتها، كما تمت الاستفادة من الكتب المدورة في المستودعات وتوزيعها لبعض المحافظات التي لم تتمكن من استجرار حاجاتها العام الماضي (ادلب والحسكة وريف حلب وريفي دير الزور).
وأشار عبود إلى الصعوبات التي تعانيها المؤسسة كتأمين مادتي الورق والكرتون والنقل الجوي في الوقت المناسب وصعوبة تأمين وسائط النقل البري لعدم رغبة سائقي الآليات لتلبية المؤسسة لانخفاض أجور النقل وفق الأسعار المعتمدة حالياً.