يخوض المخرج كريستوفر نولان من خلال «أوبنهايمر» الذي تبدأ عروضه الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة والعالم غمار أفلام السيرة على طريقته الخاصة.
ويتناول الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات المحطات الرئيسية في حياة الفيزيائي روبرت أوبنهايمر (1904-1967م) الذي طبع تاريخ الولايات المتحدة والقرن العشرين وساهم في إدخال العالم عصراً جديداً هو العصر النووي.
وجرياً على عادته، يخصص المخرج إمكانات ضخمة لفيلمه.
ويؤدي دور البطولة الأيرلندي كيليان مورفي الذي اشتهر في مسلسل «بيكي بلايندرز» ويشارك باستمرار في أفلام نولان.
ويتمحور الفيلم على ملحمة سباق الذرة العلمية في القاعدة السرية في لوس ألاموس (ولاية نيو مكسيكو)، حيث انكب علماء وعسكريون أعضاء في «مشروع مانهاتن» في خضم الحرب العالمية الثانية على الانتهاء من القنبلة قبل النازيين. ومن أبرز لحظات الفيلم تلك المتعلقة بالاختبار الأول للقنبلة الذي أطلقت عليه تسمية «ترينيتي» وصور مشهد مطابق لهذا الاختبار في صحراء نيومكسيكو من دون الاستعانة بأية مؤثرات رقمية، بل بمؤثرات خاصة على الطريقة القديمة.
وروى كيليان مورفي أن الجميع شعروا خلال تصوير لحظة الانفجار «بما تعنيه هذه اللحظة في التاريخ. لقد شعرنا به نوعاً ما في جسمنا». وأشار الممثل البالغ 47 عاماً إلى أن استعداداته لتجسيد شخصية مخترع القنبلة الذرية استغرقت ستة أشهر. وهذا الدور غني وشديد التعقيد، إذ إن الفيلم المقتبس من كتاب لكاي بيرد ومارتن ج.شيروين عن سيرة الفيزيائي بعنوان «انتصار روبرت أوبنهايمر ومأساته»، يسعى إلى استكشاف ما واجهه هذا الرجل الذي بقي الغموض يلف حياته، من معضلات، وما عاشه من تناقضات.
فإلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي الذريتين في 6 و9 أغسطس 1945 واللتين أسفرتا عن 210 آلاف قتيل على الأقل وعللت الولايات المتحدة استخدامهما بأنه ضروري لإنهاء الحرب، ولّد لدى أوبنهايمر شعوراً بالمسؤولية، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك بل كان الرجل أيضاً في خضم الحرب الباردة أحد أشهر ضحايا المكارثية المتمثلة في موجة الملاحقات في الولايات المتحدة لأشخاص اتهموا بالشيوعية أو بمناصرة الاتحاد السوفييتي والعمالة له. ووجد نولان في هذه القصة ضالته، إذ يهوى اللعب على التناقضات والمفارقات.
المصدر: وكالات