أصبح الموت كالخضراوات والفواكه ، متعدد الأنواع والألوان والطعم .
قمة الموت أن يصبح خبر الموت عاديا ، لكن طريقة الموت هي هي التي تحدد درجة الموت وبشاعته .
سقوط شابة مهندسة في حفرة راغار وموتها قد نحتمل فاجعته ، لكن الفاجعة الأكبر حين نسمع أن هذه الحفرة تتسع لسيارة وقديمة ولم يتحرك أحد لمعالجتها .
رغم كل ما حدث من موت ، لكن موت هذه الصبية أشعرني بأقصى درجة من الحزن والعار .
ما إن تمطر الدنيا قليلا ونتفاءل بالخير أو تثور عاصفة حتى تغص الطرقات وتنقطع الكهرباء وكل وسائل الحياة .
أين البنى التحتية وما يصرف من أجلها ؟
ما حصل في اللاذقية هو مكرر في 13 محافظة ، نفس الايقاع والإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية .
الفضيحة الأكبر أن الصرف الصحي يصب في الميناء .
أين محطات المعالجة ؟
مرة كنا على الشاطئ ولن أذكر المنطقة ، فنادتني زوجتي وقالت : شم .
الصرف يصب هنا .
صرخت : معقول في هذا المكان الجميل والذي يقصده الكثيرون للسباحة ؟
لو كنت صاحب قرار لطبقت أحكام حمورابي ، الحفرة بالحفرة ، ويرمى بها من كان من واجبه وبإمكانه أن يعالجها ولم يفعل .
مرة أيام الجريدة اتصل بي مواطنون من جرمانا وقالوا لي : المحارير مسطومة في حارتهم والروائح البارفانية تخنق الحي ، واتصلوا بالبلدية مرارا ولم تتحرك ،
فكتبت زاوية موجهة لمسؤولي البلدية و ختمتها بعبارة : ألله يفتحها بوجهكن .
وخلال ساعة كانت سيارات البلدية تجعر في الحارة .
ما بنقدر نفعل شي غير نقول : ألله يفتحها بوجهكن