يوميات مواطن علىالفاتورة .. فواز خيو ..

18:22 06-01-2022

يقول المثل : إذا أرادت الأقدار أن تسعد الفقير ؛ فإنها تجعله يضيع حماره ، ثم يجده . 

أي لا تعطيه حمارا جديدا أو بغلا ..

تصوروا درجة السعادة حين تفقدون شيئا جميلا تم تجدونه . 

ومنه : نفقد الكهرباء ثم تطل بإطلالتها المشعة .. حتى أننا نشغل الأدوات التي لسنا بحاجة إليها . . كم هو مؤنس صوت الغسالة أو صوت المكنسة .ولتذهب نجاة الصغيرة إلى الجحيم .. 

مثلا : نفقد البنزين لأيام ، ثم تشتغل الهواتف . . البنزين حل ضيفا في كازية كذا . فتسري السعادة في الأوصال وتدب الحيوية حتى في أجساد الكسالى . نعبئ البنزين وتتحول السيارة من حمارة إلى مخلوق يسير على أربعة قوائم . 

المازوت : ، كان الصهريج يدخل إلى القرية في موكب مهيب ، يرافقه أمين الفرقة الحزبية شخصيا . وينتقل الموكب كالحجلة من غصن إلى غصن . والناس تغمرهم سعادة لا تضاهى . 

الآن تأتيك رسالة بكل رقي لتذهب وتحصل على اسباب رفاهيتك .

والله عملت منسف حين حصلت على المازوت ،

وحين أشعلت الصوبيا وتدفأت بنارها قلت :  ما أروع جهنم ، اللهم لا تغفر لنا خطايانا .

هذه السعادة لا نجدها في الدول الغربية بشكل خاص . لأن حكوماتهم مثل الحيط ، لا تأبه بسعادتهم . فالكهرباء مثل ( اللزقة ) لا تغادر أبدا . شو ثقل هالدم ؟ 

مرة اتصل بي صديقي وسألني : ماذا تفعل ؟

قلت له : اشرب المتة والآن شرفت الغالية .

فكر اني اقصد الحبيبة ، وقصدت الكهربا .

حتى البنزين والمازوت .. شي بيخنق من الملل . 

كل حكوماتنا المتعاقبة ، كانت خبيرة بالطاقة الحيوية والتنمية البشرية . تعرف كيف تعمل مساجا لأعصاب المواطن وتزود شاكراته بالطاقة الإيجابية ، لتدخل السعادة إليه ، وتعلمه التفكير الإيجابي ..

وقطع الكهرباء والنت لساعات يتيح لنا التأمل وتعزيز طاقة المكان ، وقراءة الكتب .

الحكومة حابة تثقفنا وتوعينا وبتظلو تنتقدوها .

عييييب عليكن ..