زيد قطريب
يمشي القطيع السوري باتجاه المسلخ، بكامل فقره وتعتيره ودمه الساخن.. وإذا كانت القاعدة العلمية لمناعة القطيع عالمياً تقوم على مبدأ إصابة الفايروس بالتخمة من أكل أجساد البشر، أي إشباعه بالخلايا ورئات الضحايا حتى يتقيأ ويملّ من الأجساد المنهوشة بالسعال الجارح والتنهّدات، فإن هذا الفايروس المسكين لن يجد ما يأكله في أجساد السوريين الذين يبحثون عن لقمة الخبز وحفنة الرز وحبّة الدواء.. يقولون لنا ركّزوا على الكمثرى والكافيار والأوميغا ثري، ونقلب على ظهورنا من الضحك ثم نمشي باتجاه المسلخ مراهنين على مناعة الذئاب التي قد تتحنّن على الضحايا بالتسمين قبل تقديمها للذبح..!. سيفتتحون المدارس أول هذا الشهر، وسيسرقون علب الكلور والكمامات التي قدمتها اليونيسيف.. سيقولون: "هذا الشعب متخلف" ومغرم "بالحشكرة" في باصات "مهاجرين صناعة" و"الميدان شيخ"، وسوف تبتسم الذئاب أمام الكاميرات وهي تقدم الأكياس البلاستيكية من أجل سحب الضحايا إلى المقابر الجماعية في "نجها".. وسنهرع لأخذ الأخبار من الأطباء السوريين في الخارج، الذين يندبون سوء الإدارة والتخطيط من دون أن يستمع إليهم أحد!. سنحلم بمسؤول محلي يصارحنا ولو مرة في العمر ماذا يفعلون على الأرض بلا خطابات أوحفلات دبكة أو مزايدات!. لقد حسموا أمرهم بالمراهنة على مناعة الذئاب.. أما القطيع، فإلى المسلخ.. أماااااام سِرْ..!.