ليس مجرد ذكرى ! ...محمد أحمد خبازي

08:45 07-05-2022

كلُّ كلمة تصير جوريَّةً ، وأنتَ تكتبُ بالنار على صدر الغمام ، عن أولئك الذين رصَّعوا أرض بلدك بالنجوم الزُّهر ، فتألَّقت بالحرية. منذ الاستبداد العثماني ورمزه سيئ الصيت جمال باشا السفاح ، إلى حفيده اليوم رأس النظام التركي أردوغان ، ومابينهما من احتلال فرنسي وصهيوني ، إلى الإرهاب الذي أراد صانعوه وداعموه ومرتكبوه أن ينشروا في رحاب الوطن المضيء راياتهم السوداء ، ليغطوا شمسه بظلامهم الداكن ، كان شهداؤنا ـ وسيبقون ـ المنارات التي بددت حلكة ليل الاستعمار وجبروته ، والملهمة لأبناء الوطن في الدفاع عنه بوجه كل باغٍ وطاغٍ ، كي لا يستقر في هذه الأرض مستعمر ولا يهنأ بها طامع ، ولا يطيب المقام فيها لإرهابي. فالسَّادسُ من أيار ليس مجرد ذكرى ، نتذكَّرُ بها شهداءنا الذين ارتقوا نجوم عزٍّ ، وإنما هو أمثولةٌ متجذِّرةٌ في وجداننا الجمعي ، نحن السوريين الذين آمنا بالشهادة طريقًا للحياة ، وفداءً للوطن الذي تكالبت عليه كلُّ قوى الشر والطغيان ، لإطفاء شمسه المتوهجة ، ورفضًا لكل إسار يحدُّ من حريته ، ولكل قيدٍ يكبِّلُ شعبَهُ ، ولكل هيمنةٍ تستنزفُ خيراته . السادسُ من أيار وجدانُ وطنٍ رائعٍ وتاريخُ شعبٍ عظيمٍ ، هو توأم الشمس التي تنشرُ سناها وشذاها في رحاب الكون ، ولا يمكن إخفاؤها بغربال ، أو تقييدها بطوق أو أصفاد ، ولايمكن إطفاؤها بليلٍ مهما يكن أسودَ فاحماً ، أو داجياً. شعبٌ قادرٌ على إبداع انتصاراتٍ أخرى ، كما أبدع انتصاراتِه على أعدائه فيما سبق ، بالثورات السورية التي اشتعلت بأطرافِ الأرضِ وزلزلت كياناتِ الدخلاء ، وأنارت فجر الحرية والاستقلال. فهذه الأرضُ لا مكانَ فيها إلَّا لأبنائها ، والإرهاب إلى زوال