كي لا تنفجر أميركا

14:56 29-07-2020

نبيه البرجي

الآن , ربما بدأنا ندرك أكثر معنى الشعار الذي أطلقه ستيف بانون عام 2016 "انتخبوا دونالد ترامب كي لا تنفجر أميركا" !

آموس هاولي , عالم الاجتماع الأميركي (توفي عام 2010 ) , رأى أن المجتمع الأميركي اذ تتجلى فيه ديناميات التفاعل بين كل ثقافات , وحضارات , الدنيا , تتجلى فيه ديناميات التناقض بين كل ثقافات , وحضارات , الدنيا ...

قال "بالرغم من أن أبناءنا وطأوا سطح القمر , ما زلنا ندور حول قبعة الكاوبوي . ثمة فائض للقوة اذا لم يتم تفجيره خارج الولايات المتحدة , بتصنيع الصراعات , لا بد أن ينفجر في الداخل . لا تنسوا أننا من ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما . الله نفسه قد لا يستطيع ابادة تلك الكمية من البشر خلال ثوان . أميركا استطاعت . هذا لا بد من أن يثير لدينا الهلع من أن نصاب بـ"داء القتل الجماعي" . تالياً , أن ننقضّ على بعضنا البعض" .

هاولي لاحظ هيستيريا اقتناء السلاح , حتى أن التلامذة يستخدمون البنادق لقتل زملائهم . هذا لا يحدث في أي مكان آخر من العالم . "حتماً , ذاهبون , في وقت من الأوقات , الى الانفجار" .

دونالد ترامب سقط من قبعة الكاوبوي أم من سروال الكاوبوي ؟ بانون الذي كان كبير مستشاريه , قبل أن يقال ويضع كتابه "نار وغضب" , قال ساخراً "عندما يموت , ربما يعهد اليه ادارة جهنم لأنه أدار الكرة الأرضية كما لو أنه يدير جهنم" !

أساتذة من جامعة هارفارد يعتقدون أن الكورونا حلت بأميركا "للتخلص من دونالد ترامب" . توقعات بألاّ تقل التداعيات الاقتصادية لكوفيد ـ 19 هولاً عن تداعيات أزمة عام 1929 . "ماذا يحدث لقطار ينطلق بسرعة ألف ميل ثم يتوقف فجأة ؟ لا بد للعربات أن ترتطم ببعضها البعض وتتحطم , أو أن تنفصل عن بعضها البعض . هكذا الولايات الخمسون , في هذه اللحظة , عربات القطار" .

الحديث الآن "اذا بقي دونالد ترامب تنفجر أميركا" . شبكة CNN بثت تقريراً حول آفاق البعد النرجسي في شخصية الرئيس الأميركي . لاحظت أنه في حين تتكثف سياسات فلاديمير بوتين وتشي جينبينغ لبناء نظام عالمي جديد , وتفكيك نظام القطب الواحد , تقتصر مشاغل ترامب على محاولة البقاء في البيت الأبيض .

على ذلك النحو البهلواني , يسعي لافتعال أي صراع مع الصين . من ملف تفجيري الى ملف آخر , وصولاً الى ملف الأويغور في اقليم سينكيانغ (تركستان الشرقية) .

التعليقات كانت في منتهى السخرية ليس لأنه لم يكن يعلم ماتعنيه كلمة "الأويغور" قبل أن يشير عليه جون بولتون باثارة المسألة , وانما لأنه يعتبر الاسلام ايديولوجيا رثة لا بد من تفكيكها كونها مصنعاً للبربرية .

أيضاً , لا أحد يكترث بتلك الاقلية المسلمة التي حاول رجب طيب اردوغان تأجيج النزعة التركية لديها . ترامب بدا كما راقص الأرصفة الجاهز لتقديم عروض عارية أمام سكارى ما بعد منتصف الليل , تبعاً لقول السناتور بيرني ساوندرز . لا أحد من مستشاريه نبهه الى أن ملف التيبت سقط من ذاكرة العالم بعد سنوات قليلة من ازاحة الدالاي لاما عن "عرش القبعات الصفر" عام 1959 . "النيويورك تايمز" كتبت عن "رقصة التانغو مع طواحين الهواء" .

كثيرون في الولايات المتحدة اعتبروا أن تحقيق الـ CNN عرّى الرئيس الأميركي الذي اذ استخدم مصطلح "أميركا العظمى" فان هاجسه , كمثال للنرجسية القاتلة , هو ... الرئاسة العظمى !

رئيسة المجلس النيابي نانسي بيلوسي اعتبرت ألاّ مكان لهذا الرجل في أميركا . حتى أنه لم يعد يليق بأن يكون نجم الموائد الخضراء في لاس فيغاس .

يفترض أن ينقلب الشعار "لا تنتخبوا دونالد ترامب كي لا تنفجر أميركا" . الكورونا زعزعت عظام الرجل . هذا لا يعني أن تغريداته كانت بعيدة عن المسار السياسي , والاستراتيجي , للاستبلشمانت التي لا تزال تدور حول قبعة الكاوبوي .

هل من مفاجآت في قبعة البهلوان ؟!