تشرين - هني الحمدان
لا يخفى على أحد أن جامعاتنا تلعب دوراً مهماً وريادياً في تحقيق نهضة تعليمية للأجيال المتلاحقة عبر تسليحهم بالمعارف وصقل خبراتهم المتنوعة بالعديد من الاختصاصات العلمية والطبية،ووصل بعض الخريجين وأصحاب الكفاءات إلى مستويات متقدمة على صعيد العالم وليس على صعيد بلدهم سورية ..
سورية لديها كوادر شبابية غنية بأفكارها وابتكاراتها, وشواهد التاريخ تثبت ذلك على مر السنوات, وهاهي الأخبار تتوارد بين الحين والآخر بالتفوق السوري في كل قارات العالم, فالبصمات المعرفية والابتكارية تدل على المستوى العلمي الراقي لأبناء هذا البلد العظيم..
مناراتنا ومنشآتنا التعليمية تسجل يومياً عشرات المبتكرين والمطورين وشباباً قدوة بالإبداع والتفوق, لا ينقصهم سوى الدعم المعنوي وبعض من الدعم المادي, لتسويق ابتكاراتهم وآخر ما توصلوا إليه من نتائج علمية ذات شأن كبير على بلدهم وآفاق تطوره الاقتصادية والاجتماعية, ومن هذا الباب تحديداً, يجب على الجميع حكومة ومؤسسات وأفراداً وفي كل لحظة الإشادة والوقوف الحقيقي من جانب الشباب السوري بسبب الامكانات الهائلة التي يمتلكونها ومد يد العون وبإخلاص وتحت "يافطة" تحقيق المنفعة للجميع, فأي بحث علمي لا يتم الاكتراث بنتائجه يبقى أسير الرفوف والدروج, وتالياً خسارة كبرى للوطن ولصاحب هذا الإنجاز مهما كان نوعه …
كل يوم هناك حالات ابداعية وتعليمية ونتائج قيمة مسطرة على الأوراق, ولا نبالغ إذا قلنا إنها على قدر كبير من الأهمية بمكان, لكن ما يحصل لا أحد مكترث لنتائج البلد ومؤسساته والمواطن الغارق بمشاكل لا حصر لها يحتاج لمثل أبحاث وتوصيات كهذه, فالدوائر الرسمية إضافة للجامعات محرك الابتكار ومركزه, مع الالتفات إلى رجال الأعمال والممولين عبر وضع برامج تكاملية بين المكونات الرئيسة لبلورة وترجمة خلاصات الأبحاث والدراسات التي تعنى بكيفية تطور الإنتاج والاستفادة من الطاقات البديلة خدمة للنمو, كلها مسلمات يجب الإحاطة بها, ليس من اليوم, بل من سنوات, لكن مازلنا نقول: يجب أن ننطلق ونستفيد من الامكانات والكوادر الموجودة وحالات ابتكارها ..
لفتني البارحة، وأنا استمع لمناقشة الزميل الإعلامي محمد النعسان مع زميلته وهما يناقشان مشروع تخرجهما لنيل درجة الإجازة في الهندسة الكهربائية والميكانيكية, بحثهما حول الاستفادة من الطاقات البديلة والوقود الإحفوري لمنشأة عصير الجبل, غزارة المعلومات وخلاصة ما تم إليه من توصيات أكثر من مهمة, فهل من مهتم .. ؟!