حزام النار لن يحرق اوغاريت ..

10:32 10-10-2020

 ..عزة شتيوي

كأنما النيران تحرق مشهدا أكبر من المساحة   الممتدة مابين حمص واللاذقية ..نعم بالأمس احترق الكثير من الانسانية واتفاقاتها الدولية ..ذابت اخر تماثيل هيئة الأمم المتحدة ..وبات التعاون الدولي والاقليمي رمادا في  مشهد الحرائق  في وسط سورية وفي ساحلها ..

الساكت عن النيران شيطان أيضا ...ابتلع الجميع الدولي لسانه فلا الامين العام للامم المتحدة قلق ..ولامنظمات الاغاثة الدولية تحصي اعداد السوريين المشردين والمنكوبين ..خبر الحرائق كان مجرد تلصص لبعض وكالات الانباء  لا أكثر ..اين اختفت نخوة (الكيماوي ) وفزعة الدول الغربية لمشاهد الاختناق في مسرحيات الخوذ البيضاء ...

 تتعددت الاسباب والموت والدمار ليس واحدا ..هو في تمثيليات غرف استخبارات الغرب و(اصدقاء سورية ) واهدافها خلال الحرب على سورية  يختلف عن الواقع والحقيقة خاصة في الأمس ...لم يكترث دعاة (الحرية)والخوف على (ديمقراطية السوريين )لاختناق السوريين ارهابا و حصارا اقتصاديا وحرقا للمواسم ..غابت كل تصريحاتهم ومخاوفهم على السوريين  والناطق الوحيد بلسانهم بالامس كان لسان النار ..ارهاب النار ايضا وكأنه مرآة لوجه الغرب وانعكاس لتدهور مفهوم التعاون الدولي ..

عندما تحترق الغابات في بقعة ارضية تستنفر كل التصريحات العالمية تتسابق الدول حد المزاودة في استعراض التعاطف والانسانية على هيئة مساعدات اوحتى اعلان الجاهزية ..في مشهدنا بالامس غاب كل ذلك ليتضح انه مجرد اجندات سياسية ...لم يكن الانسان السوري يوما اولوية للغرب ..محاولة تدميره واللعب بأوراقه  هي الاولوية ..

الحرائق في مساحات السوريين امس امتدت الى المشهد الدولي ..التهمت ما تبقى من اقنعة تخوف وقلق على مايجري في سورية ...وقيصر العقوبات علينا  هو ذاته نيرون الحرائق في سورية  سواء اشعلها بيد مرتزقته  او غيب الوجه الاممي عنها ..هو سبب كل كارثة ...فسنوات الحرب وكل  تداعياتها تنفخ شراراتها على استقرارنا وجاهزيتنا لطوارىء ضخمة كالحرائق البيئية  التي تجتمع عادة قمة الدول السبع لاجلها !!..

بالامس لم تقلق حتى تركيا  ..نام السلطان على رائحة الدخان اليس غريبا ان طربوشه بقي في أمان رغم تداخل التضاريس والطبيعة ..ربما اخذه حلم السلطنة لاستغلال السنة النار او ضمها لصفوف ارهابييه ..لكن سيوف داعش لم تجلب له راس شمرا..ولم تفتح طريقه الى الاموي ..ونيران حقده لن تحرق اوغاريت ....