بقلم: عمار النعمة
عبر التاريخ كانت سورية وماتزال بلد الحضارات، أرض القمح والثراء والنماء، الأرض المباركة المعطرة بالبطولة، عشرة آلاف موقع أثري، تراث مادي وآلاف الوقائع الثقافية، في كل يوم نشهد حدثاً ثقافياً يليق بنا وبعراقتنا وأصالتنا.
لم يفاجأ المتابعون والباحثون في التاريخ السوري الإبداعي باكتشاف الفسيفساء الجديدة في مدينة الرستن، وهي الأكثر جمالاً ودقة كما تقول الوقائع لا مثيل لها في العالم .. وحسب الخبراء والدارسين فإنها تمثل بل تروي جزءاً من الملاحم الإبداعية منذ آلاف السنين ..
في كل شبر من سورية حكاية إبداع وقصة لحدث حضاري وإنجاز معرفي، ودائماً علينا أن نردد أن أرضنا متحف في الهواء الطلق، وما ظهر من كنوزها وأوابدها ليس إلا جزءاً يسيراً ولا يمر يوم إلا وثمة اكتشاف على أرضها..
سورية التي قدمت للعالم كنوز الإبداع هي اليوم تتعافى من جراح الإرهاب، وترسم درباً للأمل والعمل، وتعيد ترميم آثارها لتعود كما كانت عليه، فسورية ليست وحيدة في سعيها لحماية تراثها، بل كل مدرك لقيمة هذا التراث الفريد في تنوعه وغناه، ولموقعه المرموق على خريطة التراث العالمي، يقف إلى جانبها ويدعم جهودها وجهود أبنائها.
تراثنا هو المؤشر الكبير على علاقة الشعب بالأرض، وهو بشقيه المادي وغير المادي يحاكي مضمون الهوية وفحواها، فالهوية والتراث تجمعهما علاقة تفاعلية تمسك بها السوريون لأنهم مؤمنون بأن آثارهم ركن أساس من أركان هويتهم التي يعتزون ويفخرون بها.
معركة الانتصار تُنجز كل يوم، وسورية اليوم أحوج ما تكون إلينا فمن ليس مع الوطن لن يكون الوطن له غداً، كيف لا وآثارنا الضاربة بالعمق تؤكد أننا نمتلك تاريخاً عريقاً وهوية حضارية تشكل المركز الاستراتيجي الرابط بين الحضارات.
- الثورة-