تغيّر عميق في اتجاهات السوريين نحو الإيجار السكنيّ.. محافظة دمشق تكتفي بالرصد دون تعليق !

اقتصاد سورية 08:03 13-09-2020

رصدت محافظة دمشق تغيّراً حادّاً في سوق الإيجارات على مستوى نطاق المحافظة، بمناطقها السكنية العشوائيّة والمنظّمة على حدّ سواء، وتتحدث أحدث الأرقام عن أن عقود الإيجار السكنية الموثّقة في مراكز خدمة المواطن بدمشق، سجّلت تراجعاً ملحوظاً بالقياس إلى عدد العقود المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام السابق ٢٠١٩ .
المتغيّر اللافت الذي يحمل مدلولات ذات أبعاد اقتصاديّة واجتماعيّة كبيرة، هو أن نسبة عقود الإيجار الموثّقة في مناطق المخالفات 75% تقريباً عن العقود المقدمة في المناطق المنظمة.
وهو الرقم الذي طالب أحد الخبراء المتابعين بضرورة دراسته وسبر أسبابه، خصوصاً وأن مناطق العشوائيات هي في التصنيف التشريعي " مناطق خارجة على القانون".
وتؤكد مصادر في مركز خدمة المواطن في محافظة دمشق، في تصريحات إعلامية، أنه تم تسجيل حوالي /15738/عقداً سكنياً (مخالفات -نظامي) منذ بداية العام الجاري، في حين بلغ عدد العقود المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام السابق ٢٠١٩ حوالي/ 18242/عقداً سكنياً ..(ضمن مناطق المخالفات و النظامية)، مضيفةً إن مديرية مراكز خدمة المواطن تقوم بتسجيل وتوثيق عقود الإيجار السكنية لكلّ المناطق العقارية في محافظة دمشق ضمن مراكزها المنتشرة في أنحاء مدينة دمشق وعددها ثلاثة عشر مركزاً وذلك وفق قانون عقود الإيجار رقم /20/ لعام 2015 وتعليماته التنفيذية الصادرة عن وزارة الإدارة المحلية والبيئة.
وقد ألزم قانون الإيجار وتعليماته التنفيذية المتعاقدين بحدّ أدني من الرسوم وهي قيمة ( ٥٠٠) ليرة سورية، مع الإشارة إلى أن قانون الإيجار اعتمد مبدأ العقد شريعة المتعاقدين (عقد بتراضي الطرفيين)، مع الإشارة إلى أن التعليمات التنفيذية لقانون الإيجار قد حدّدت مدة عقد الإيجار ضمن مناطق المخالفات الجماعية بسنة كحد أعلى في حين حددها ضمن المناطق النظامية في حال كان المؤجر بالوكالة عن المالك بثلاث سنوات كحد أعلى.
أما الأخطر وما بقي خارج سلطة المحافظة وسيطرتها، هو حالة الانفلات المطلق من أي معايير واقعية لأسعار الإيجارات أو بدلات الإيجار، فقد وصلت في مناطق العشوائيات إلى حدود 150 ألف ليرة شهرياً لبعض الشقق المؤجرة، كما وصلت إلى 500 ألف ليرة في المناطق الراقية، وهذا الواقع هو من أكثر الصعوبات الضاغطة على يوميات السوريين، في ظلّ حقيقة أن نسبة كبيرة من قاطني مدينة دمشق وحزام العشوائيات فيها، لا يملكون بيوتاً ويعتمدون على خيار الاستئجار ريثما تحصل " معجزة" ويستطيعون الحصول على منزل الحلم المزمن.

االثورة