شبح الاندثار يخيم على الحرف التقليدية والتراثية في اللاذقية

محليات 09:11 02-12-2020

تتعرض الحرف التقليدية والتراثية في اللاذقية لخطر الاندثار لأسباب تتعلق بغياب الدعم الرسمي وقلة المردود المادي وعزوف جيل الشباب عن الانخراط في حرفة لا تؤمن دخلاً كافياً للاستمرار في الحياة ومتطلباتها وسط ظروف غلاء المعيشة وتقطع السبل بأصحاب هذه الحرف للحفاظ على ما بين أيديهم من حرفة عريقة.
الحرف التقليدية قليلة جداً في المحافظة وتتقدمها حرفة صناعة الحرير وحرفة تلبيس الصدف، ويتطلع هؤلاء الحرفيون لرؤية أعمالهم تزدهر وتحقق لهم ما يرجونه من حياة مستورة وإبقاء حرفهم على قيد الحياة وسط ظروف عامة صعبة.
العم أسامة، سبعيني لا يزال يحافظ على عمله في حرفة تلبيس الصدف ،مدخلاً على القطع التي يشغلها بيده لمسات عصرية ترضي الأذواق الحالية مع المحافظة على الروح التراثية لحرفته التي لا تأتي (همها) كما يقول لـ( تشرين) وهو يجلس في موقع عرض بضاعته على الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية حيث تفترش قطعه الفنية مساحة صغيرة بجوار البحر على بسطة لا تتجاوز المترين غاية في الروعة تحتوي أجمل الأعمال الصدفية التي لايمكن رؤيتها إلا في مدينة ساحلية كاللاذقية.

لم ينخرط أحد من أبناء العم أسامة في هذه الحرفة بل فضلوا أعمالاً أخرى و وظائف حكومية، ليشير بحزن إلى احتمال تعرض حرفته للاندثار لغياب دعم الجهات المعنية وعدم توفير مكان محدد لعرض القطع التراثية على مبد أ سوق تراثي يكون معروفاً لجميع هواة هذه القطع، ويساهم لاحقاً في مشاركة هؤلاء الحرفيين بمعارض حرفية خارجية تعرض الأعمال السورية الساحلية المشغولة بإتقان والمغمورة بعواطف الأيادي التي تشكلها.

إلى جانب غياب مكان يجمع الحرف التراثية، يتحكم التيار الكهربائي و محدوديته بعمل القطع الصدفية كما يوضح العم أسامة حيث إن واقع الكهرباء وزيادة ساعات التقنين الكهربائي فرض قلة في إنتاج القطع.

بدوره، يفسر جهاد برو – رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية الأسباب التي تجعل حرف الصناعات التقليدية والتراثية في دائرة خطر الاندثار لكونها تحتاج الدراية والخبرة الطويلة والاستمرار في العمل..مضيفاً أن العمل في هذه الحرف يحتاج الوقت الطويل والصبر والتحمل وبسبب الظروف الاقتصادية وعزوف جيل الشباب عن العمل لكونهم يبحثون عن مصدر رزق يؤمن لهم الكسب السريع أدى إلى تأخرها وتعرضها للاندثار والضياع وأصبح عدد قليل جداً يعمل بهذه الحرف.

وأكد برو أن الاتحاد طالب الجهات المعنية بإقامة أسواق ومعارض تعنى برعاية الحرف التقليدية والتراثية لما لها من عراقة وأصالة تاريخية عميقة.