مقابلة مع السيد ادم.. دراما تحاكي عوالم الطب الشرعي

فن وسنيما 18:19 06-05-2020

رغم مرور ثمانية وعشرين عاماً على عرضه إلا أن مسلسل “جريمة في الذاكرة” للكاتب الراحل ممدوح عدوان والمخرج مأمون البني، والمأخوذ عن رواية “الجريمة النائمة” للكاتبة أغاثا كريستي، لا يزال في صدارة الأعمال الدراميّة السوريّة في ميدان الجريمة، إذ لم تستطع أعمال كثيرة جاءت في سنوات لاحقة، ولأسباب مختلفة، أن ترقى لتوقعات المشاهدين الذين قارنوها بمثيلاتها الأجنبية التي برعت في ابتكار قصص قائمة على الألغاز والتشويق، وأدخلت المشاهد في لُعبة التخمينات لمعرفة القاتل، فلم يعد ممكناً إقناعه بالأداء الخشبي لشخصيات المحققين ورجال الشرطة والمجرمين، كما ظهرت في العديد من تلك الأعمال لكن بالعموم ظلّت هذه النوعية الدرامية قليلة مقارنة بغيرها، لتعود هذا الموسم في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” للكاتبين فادي سليم وشادي كيوان، إخراج فادي سليم.
تبدأ أحداث العمل مع المحقق “ورد”، يؤدي دوره الفنان محمد الأحمد، وإن ظهر في أدائه شيء من المبالغة غير الضرورية أو كما سماها عدد من متابعي العمل على صفحات فيسبوك بـ “محاولات لتقليد المحققين في المسلسلات الأجنبية بشيء من الغرور” إلا أن الأحمد يُقدم أداء متقناً، يكتمل مع أحداث مشوّقة وتطور درامي مدروس حتى الآن، بما تؤديه بقية الشخصيات “رنا شميس، لجين اسماعيل، السدير مسعود، مصطفى المصطفى”.
واللافت أن المسلسل يتجاوز ما دأبت الدراما على تقديمه بالتعاطي مع الطب الشرعي كمصدر ثانوي أو أساسي للمعلومات فقط، ليجعل منه محوراً رئيسياً في أحداثه عبر شخصية “آدم”، بدءاً من قاعات التدريس في الجامعة حيث يلتقي طلابه، وهنا نتعرف عن قرب بعوالم الطب الشرعي وخباياه وقدرته على الربط بين الطب والقانون، مروراً بتقاريره واستنتاجاته، وما يمكن أن يتعرض له العاملون فيه من ضغوط ومضايقات. ونلحظ في شخصية الطبيب الحزم والضعف في آن معاً، مع قدرة على الاهتمام بالتفاصيل وأدق الملاحظات كما يُفترض، وربما كانت هذه الصفات هي ما جذب الجمهور الراغب بـ “جدّة” في العمل الفني، من خلال أحداث خارجة عن المألوف، تمتّعه وتدفعه ليكون جزءاً في محاولة إعادة بناء الأحداث وكشف الغموض الذي يلف الجريمة.
لا ندري كيف ستتطور الأحداث في الحلقات القادمة لكنها إذا استطاعت الحفاظ على إيقاعها السريع وحسّها البوليسي الشيّق، فهي نتيجة تستحق التوقف عندها مقابل ما يُقدم من أعمال أخرى، رغم بعض الهفوات التي كان يفترض تلافيها منذ الحلقات الأولى، منها مثلاً غياب علاقة واضحة بين الجريمة في بداية العمل والجريمة الثانية محور العمل الرئيسي، أيضاً لا يعرف المشاهد بعد مرور عشر حلقات، من هي “ريما/ الفنانة ضحى الدبس” المقيمة تقريباً في بيت “آدم/ الفنان غسان مسعود” عدا عن كونها راعية لابنته من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تشرين