ما السبب الأساسي لقلة نسبة عدد الملقحين في سورية..؟

صحة 16:48 27-01-2022
حقائق ضد الشائعات.. غير مؤثر في (DNA) ولا في الإنجاب ويتم تطوير اللقاحات الموجودة لتناسب كل المتحورات الممكنة
يبدو أن السبب الأساسي لقلة نسبة عدد الملقحين في سورية رغم توافر اللقاح سببه تخوف الناس من النتائج السلبية المحتملة لهذا اللقاح، تحت ذريعة أنه أنتج على عجل وهذا لا يناسب إنتاج اللقاحات على مدى التاريخ، وتركيز صفاتها ومنعكساتها السلبية، الأمر الآخر غياب القدوة بشكل واضح، وهذا ما زاد من تخوف الناس من أخذ اللقاح، حيث لم يهتم المسؤولون، وقادة الرأي، وكبار الشخصيات المؤثرة بأخذ اللقاح ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لإزالة هذه الوصمة التي ما زالت ترافق أخذ اللقاح.
واكد المدير العام للهيئة العامة لمشفى دمشق «المجتهد» أحمد عباس أن عدد من تلقوا اللقاح حول العالم يتجاوز 9.2 مليارات جرعة لقاح كوفيد 19 تم تلقيها في جميع أنحاء العالم بشكل آمن من أصل سكان العالم البالغ عددهم 9.7 مليارات نسمة، وهناك العديدون ينتظرون على أحر من الجمر لقاحات كوفيد 19، ولكن آخرين لديهم تساؤلات محقّة حول عملية التلقيح، ومنها عن كيف تعمل لقاحات كوفيد-19؟ فيقول عباس إن اللقاحات تعمل عبر محاكاة عاملٍ معدٍ – فيروسات، أو بكتيريا، أو كائنات دقيقة، وتؤدي هذه المحاكاة إلى «تعليم» نظام المناعة لدينا أن يستجيب بسرعة وفاعلية ضد العامل المُعدي. وكانت اللقاحات تقوم بذلك تقليدياً من خلال تقديم شكل ضعيف من العامل المعدي يتيح لنظام المناعة لدينا بناء ذاكرة للتعامل معه. وبهذه الطريقة، بوسع نظام المناعة أن يميّز العامل المعدي بسرعة وأن يكافحه قبل أن يصيبنا بالمرض، وهذه هي الطريقة التي صُممت وفقها بعض لقاحات كوفيد-19. وثمة لقاحات أخرى ضد كوفيد-19 طُوِّرت باستخدام نُهج جديدة، وهي تدعى لقاحات «الرنا المرسال». وبدلاً من تقديم عامل معدٍ ضعيف (أي مادة تدفع نظام المناعة لديك إلى إنتاج أجسام مضادة)، يمنح لقاح الرنا المرسال جسد المرء رموزاً يحتاجها لتمكين نظام المناعة من إنتاج الأجسام المضادة اللازمة. وقد خضع نهج لقاح الرنا المرسال لدراسات على امتداد عقود من الزمن. ولا تحتوي اللقاحات على فيروس حي ولا تتدخل بالحمض الخلوي الصبغي البشري (DNA).
وقال عباس: أن العلماء تمكنوا من تطوير لقاحات فعالة وآمنة في فترة زمنية قصيرة نسبياً بسبب مجموعة من العوامل التي سمحت لهم بتوسيع نطاق البحث والإنتاج من دون المساس بالسلامة، بسبب الجائحة، كان حجم العينة للدراسة أكبر وتقدم عشرات الآلاف من المتطوعين. وكذلك ساهمت التطورات في التكنولوجيا (مثل لقاحات mRNA) التي استغرق صنعها سنوات. واجتمعت الحكومات والهيئات الأخرى لإزالة عقبة تمويل البحث والتطوير، وتم تصنيع اللقاحات بالتوازي مع التجارب السريرية لتسريع الإنتاج، والاستفادة من تجارب سابقة. وعلى الرغم من تطويرها بسرعة، فإن جميع لقاحات كوفيد-19، المعتمدة للاستخدام آمنة وفعالة. وأضاف: لقد ثبت أن جميع اللقاحات المعتمدة هي لقاحات فعالة جداً في حماية الإنسان من التعرض لمرض شديد بسبب الإصابة بكوفيد، واللقاح الأفضل هو اللقاح الذي يتيسّر لك الحصول عليه أكثر من غيره. وبين أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه من المتوقع أن توفّر اللقاحات المعتمدة الحماية ضد النُسخ المتحوّرة الجديدة، ويعكف خبراء من جميع أنحاء العالم بصفة مستمرة على دراسة الكيفية التي تؤثر فيها النُسخ المتحوّرة الجديدة على سلوك الفيروس، بما في ذلك التأثير المحتمل على فاعلية لقاحات كوفيد-19، وسيكون من الممكن تعديل تركيب اللقاح لتوفير حماية ضد النُسخ المتحورة. وفي المستقبل قد يكون من الضروري إجراء تغييرات على اللقاحات، من قبيل استخدام جُرعات مُعزِّزة أو تحديثات أخرى على اللقاحات. ولكن في هذه الأثناء، فإن الأمر المهم الذي يجب القيام به هو تلقّي اللقاح ومواصلة الالتزام بالإجراءات الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس مما يساعد في تقليص فرص حدوث تحويرات في الفيروس، بما في ذلك التباعد المكاني، وارتداء الكمامات، والتهوية الجيدة، وغسل الأيدي بانتظام، والحصول على رعاية طبية في فترة مبكرة إذا ظهرت على الشخص أعراض المرض.
وعن ضرورة تلقي اللقاح للشخص الذي كان قد تعرض للإصابة سابقاً بكوفيد-19 أكد عباس أنه يجب تلقّي اللقاح حتى لو أُصيب الشخص سابقاً بكوفيد-19، فبينما قد يطوّر المتعافون من كوفيد-19 بعض المناعة الطبيعية ضد الفيروس، إلا أننا لا نعلم حتى الآن كم تستمر هذه المناعة، أو ما مدى الحماية التي توفرها، وتوفر اللقاحات حماية أكثر موثوقية. ونفى مايثار حول تأثير اللقاح على الخصوبة لدى النساء أو الرجال، وإذا كانت المرأة تسعى للحمل، فلا ينبغي عليها أن تتجنب الحمل بعد تلقي اللقاح.
قال عباس: من المؤسف أن هناك الكثير من المعلومات غير الدقيقة على الإنترنت حول فيروس كوفيد-19 واللقاحات المضادة له، وبوسع المعلومات المُضلِّلة أثناء أي أزمة صحية أن تنشر الارتياب والخوف والوصم، كما قد تؤدي إلى ترك الناس من دون حماية أو أشد ضعفاً أمام الفيروس. ويجب علينا الحصول على حقائق ونصائح موثوقة من مصادر موثوقة مثل وزارة الصحة. وإذا رأيتَ محتوى على الإنترنت وكنتَ تعتقد أنه خاطئ أو مُضلِّل، فيمكنك المساعدة في وقف انتشاره من خلال عدم التفاعل معه والإبلاغ عنه إلى المنصة المعنية بوسائل التواصل الاجتماعي. وبيّن عباس أي من لقاحات كوفيد-19 لا تؤثر على الحمض الخلوي الصبغي (DNA) أو يتفاعل معه بأي شكل من الأشكال. أما ما يقوم به لقاح الرنا المرسال فهو تعليم الخلايا كيفية صنع بروتين يحفّز الاستجابة من نظام المناعة في داخل الجسم. وهذه الاستجابة تُنتج أجساماً مضادة تحافظ على حماية المرء من الفيروس. ويختلف لقاح الرنا المرسال عن الحمض الخلوي الصبغي، ولا يخترق هذا النوع من اللقاح أبداً نواة الخلية التي يوجد فيها الحمض الخلوي الصبغي.
الوطن