لليوم الثامن.. الاحتجاجات تتصاعد في أمريكا و( الدفاع) تنقل 1600 من قوات الجيش إلى واشنطن.. الطائرات والتغريدات تحوم فوق المتظاهرين

حول العالم 17:30 03-06-2020

 

وكالات -سورية اليوم :

تواصلت الاحتجاجات والتظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة رغم المواجهات مع الشرطة وتهديدات الرئيس دونالد ترامب المصمم على إعادة فرض النظام ملوحا باستخدام الجيش. ونقلت وزارة الدفاع الأمريكية حوالي 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة واشنطن بسبب الاحتجاجات التي تجتاح البلاد. وقال جوناثان راث هوفمان، المتحدث باسم البنتاغون في بيان إن القوات “في حالة تأهب قصوى” لكنها “لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية”. ويأتي هذا التطور رغم تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اعتبر أن عاصمة بلاده كانت المكان الأكثر أمانا في العالم الليلة الماضية في إشادة جديدة منه بالإجراءات التي اتخذها لفض الاحتجاجات.

وقال ترامب، في تغريدة مقتضبة نشرها عبر “تويتر”: “كانت العاصمة واشنطن في الليلة الماضية المكان الأكثر أمانا في العالم”. ونشر ترامب هذه التغريدة في ظل اتهامات واسعة له، بأنه أمر شخصيا بتفريق المتظاهرين أمام البيت الأبيض رغم سلمية المظاهرات، وذلك أثناء إلقائه كلمة حول الاضطرابات الحالية في البلاد. وفي غضون ذلك، أعلنت قيادة شرطة واشنطن، الثلاثاء، عن اعتقال أكثر من 300 شخص بسبب انتهاكهم حظر التجول ومشاركتهم في “أعمال الشغب والسطو” الليلة الماضية في العاصمة.

وبعد تسعة أيام على مقتل جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض أوقفه، تتواصل موجة الاحتجاجات التاريخية من غير أن تتراجع. وتظاهر ما لا يقل عن ستين ألف شخص الثلاثاء تكريما لذكرى جورج فلويد في تجمع سلمي في هيوستن، المدينة التي نشأ فيها في ولاية تكساس وحيث سيوارى الثرى الأسبوع المقبل. وقال رئيس بلدية المدينة سيلفستر تيرنر “نريد أن يعرفوا أن جورج لم يمت سدى”. وفي لوس أنجليس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد الأميركيين الأفارقة، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطا بركبته على عنقه لحوالى تسع دقائق. وفي واشنطن، تظاهر الآلاف وبينهم السناتورة الديموقراطية إليزابيث وارن حتى وقت متأخر من المساء متحدين حظر التجول الذي أعلنته البلدية اعتبارا من الساعة 19,00، فيما أقيمت سواتر معدنية حول البيت الأبيض لمنع أي مواجهة مباشرة مع قوات الأمن في محيطه.

وكتب ترامب على تويتر أن العاصمة الأميركية حيث تم توقيف أكثر من 300 متظاهر مساء الإثنين “كانت المكان الأكثر أمانا في العالم الليل الماضي”، ماضيا في الخط الذي اعتمده منذ بداية الأزمة إذ يطرح نفسه كرئيس “النظام والقانون”. أما في مينيابوليس، مركز حركة الغضب حيث قتل فلويد، فكان الهدوء مخيما.

وقالت صديقته روكسي واشنطن باكية خلال مؤتمر صحافي “أريد العدالة من أجله لأنه كان طيبا، مهما ظن الناس، كان شخصا طيبا”. وانتشرت الاضطرابات منذ أسبوع إلى أن عمت أكثر من مئة مدينة أميركية، مترافقة مع آلاف التوقيفات وعدد من القتلى. وكرم ترامب مساء الثلاثاء شرطيا سابقا قتل في موقع كان تجري فيه أعمال نهب في سانت لويس بولاية ميزوري. وفي نيويورك، تعرض العديد من المتاجر الفاخرة على الجادة الخامسة الشهيرة للنهب مساء الإثنين، وتم تقديم ساعة بداية حظر التجول الليلي إلى الساعة 20,00 وتمديده حتى الأحد.

غير أن ذلك لم يمنع مئات المتظاهرين من السود والبيض على السواء من الاحتجاج سلميا هاتفيا “جورج فلويد، جورج فلويد” و”حياة السود تهم” (بلاك لايفز ماتر)، وهي العبارة التي باتت شعارا للاحتجاج على عنف الشرطة تجاه الأميركيين الأفارقة. وقالت الممرضة السوداء تازيانا غوردن البالغة من العمر 29 عاما إن حظر التجول “أداة لمنع الناس من التظاهر وليس لاعتقال الذين يرتكبون جرائم”. – “السيطرة على الشارع” – وأدلى ترامب بكلمة شديدة اللهجة مساء الإثنين أعلن فيها أنه أمر بنشر “آلاف الجنود المدججين بالسلاح” والشرطيين في واشنطن لوقف “أعمال الشغب والنهب”. ودعا حكام الولايات إلى “السيطرة على الشارع”، مهددا في حال لم يأخذوا بتعليماته بنشر الجيش “لتسوية المشكلة بسرعة بدلا عنهم”. وكانت قوات الأمن استخدمت قبيل كلمته الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين عند مشارف البيت الأبيض، حتى يتمكن الرئيس من التوجه مشيا إلى كنيسة عريقة قريبة من البيت الأبيض تعرضت لأعمال تخريب في اليوم السابق والتقاط صورة أمامها رافعا كتابا مقدسا، في خطوة ندد بها قادة روحيون من البروتستانت والكاثوليك باعتبارها عملية إعلانية “بغيضة أخلاقيا”. واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر على إرسال عسكريين “إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين”، وهو موقف عبر عنه أيضا العديد من الحكام الديموقراطيين. وفي ظل الانقسام الشديد الذي يعم الولايات المتحدة، تتخذ الأزمة منحى سياسيا بشكل متزايد. واتهم المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر جو بايدن الثلاثاء ترامب بأنه “حول هذا البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة”. وصرح الرئيس الأسبق جورج بوش الابن “حان الوقت لأن تنظر أميركا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية”. وفي مواجهة الاحتجاجات الجارية في ظل تفشي وباء كوفيد-19 الذي زاد من حدة التباين الاجتماعي والعرقي، بقي ترامب حتى الآن صامتا حيال المشكلات التي يشكو منها المتظاهرون. ولم يذكر سوى بشكل عابر “ثورة” الأميركيين على ظروف مقتل فلويد. وفي ذات السياق بدأت السلطات الأمريكية، تحقيقًا في واقعة تحليق منخفض لمروحية عسكرية في العاصمة واشنطن، الإثنين، فوق عدد من المحتجين الذين خرجوا للتظاهر ضد عنصرية الشرطة ضد أصحاب البشرة السوداء.