كلٌّ يغني على ليلاه… صالونات التجميل «تقهر» الفتيات

شو صاير 10:38 01-12-2022

الاعتناء بإطلالة المرأة والرجل على حدٍّ سواء ضرورة يومية، وزيارة الحلاقين تعد من الأساسيات للطرفين، إلّا أنه مع غلاء الخدمات المقدمة من صالونات التجميل استغنى كثيرون عن هذه العادة ولجؤوا لأرخص البدائل والطرق للاعتناء بإطلالتهم.
وأبدى مواطنون لـ«تشرين» استياءهم من الأسعار المرتفعة التي تطلب منهم في الصالونات لقاء الخدمات المقدمة، إذ قالت إحدى السيدات: أذهب إلى صالون التجميل فقط في المناسبات الرسمية، فيما أقوم بصبغ شعري بمفردي أو بالاستعانة بأحد أفراد الأسرة، بينما قالت أخرى: أذهب إلى الحلاق بشكل شبه يومي وليس لدي مشكلة في دفع مبالغ مرتفعة، فالاعتناء بالجمال أهم والحصول على تسريحة منظمة، والخروج للعمل يحتم علينا البقاء بمظهر لائق، خاصة في ظل التقنين الكهربائي الطويل.
بالتوازي، هناك فتيات يجهزن لحفلة زفافهن ويبحثن عن أنسب الصالونات من حيث الخدمة والخبرة والسعر المناسب، حيث أشارت إحدى الشابات المقبلات على الزواج إلى أن أجور تجهيز العروس من شعر ومكياج تختلف بين صالون وآخر، فهي تتراوح بين ٣٠٠-٥٠٠ ألف ليرة، وفي بعض الصالونات وصل السعر إلى مليون ليرة.
بدوره، قال أحد أصحاب صالونات الحلاقة لـ«تشرين»: الأسعار أصبحت فعلاً مرتفعة بشكل كبير عن السابق، ونحن كغيرنا من المهن يختلف السعر بشكل يومي من حيث أسعار المواد كالصبغات وأمور أخرى تدخل في تلوين الشعر ومواد التصفيف، مدللاً على أن كل المواد التي يتم استخدامها ارتفعت أضعافاً مضاعفة عن السابق، فقص الشعر يتراوح بين ٨_١٥ ألف ليرة، والسيشوار من ٨ آلاف فما فوق، خاصة في حال تم تشغيل المولدة في ظل انقطاع الكهرباء.
وأضاف: أما سعر تسريحات الزفاف والمكياج فيختلف من صالون عادي وغير معروف إلى صالون مميز ومعروف في المحافظة، فهو يبدأ من ١٥٠ ألفاً للعروس ليصل إلى ٣٥٠ ألفاً وحتى ٥٠٠، وهناك أرقام وصلت إلى مليون ليرة في بعض الصالونات المعروفة.
وتلجأ بعض الفتيات للحصول على خدمات صالونات التجميل نفسها عن طريق فتيات يمارسن مهنة الحلاقة، حيث توجد فتيات تركن الدراسة وتوجهن لمهنة الحلاقة لما تحققه من مكاسب مادية، إذ تقول إحدى الشابات التي تذهب إلى بيوت السيدات: لدي شهادة خبرة من أفضل صالون في المحافظة لكن ظروفي تمنعني من فتح محل خاص بي، فتكاليف التجهيزات والمواد وإيجار المحل والعاملات باهظة جداً ولا أستطيع تأمينها بمفردي، لذلك اخترت العمل في بيوت الزبائن، وبدأت من خلال علاقاتي ببعض الناس، وقد بدأ يتسع مجال عملي.
من جهته أشار فؤاد قبلاوي رئيس جمعية الحلاقين إلى أن عدد أعضاء الجمعية ٧ أعضاء في المحافظة، أما عدد المنتسبين للجمعية فهو 1170 منتسباً، مبيناً أن هناك العديد من الأشخاص تخلوا عن المهنة لعدة أسباب منها الكبر في السن والسفر خارج القطر وغلاء إيجارات المحال وانقطاع الكهرباء بشكل دائم وندرة توفر المحروقات لتشغيل المولدات وغلاء المواد المستخدمة، وهناك عدد لا بأس به من الجيل الجديد ينتسبون للجمعية.
وبين قبلاوي أن ميزات الانتساب للجمعية عدة، منها تقديم الضمان الصحي للحرفي المنتسب للجمعية والخدمات الورقية مثل شهادة الخبرة وشهادة مزاولة المهنة وتقديم إثباتات للمصارف للحصول على قرض للمنتسب، مؤكداً أن هناك عدداً كبيراً من مزاولي مهنة الحلاقة غير منتسبين للنقابة.
وأشار قبلاوي إلى صعوبات عدة تواجه الحلاقين، منها انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وغلاء إيجارات المحال، إضافة للضرائب المرتفعة وغلاء المواد الأساسية المستخدمة في المهنة، وأجور العمال.
وأوضح قبلاوي أن التسعيرة المخصصة من النقابة لا تتناسب مع الغلاء وصعوبة تأمين المواد الأولية لمهنة الحلاقة من مازوت، صبغات، أجهزة كهربائية وغيرها، ومع ذلك فإن التسعيرة موجودة عند كل حرفي ويمكن للزبون الاطلاع عليها.
وأكد أن هناك اقتراحات تمت مناقشتها مع الجمعية لتعديل التسعيرة بما يتناسب مع الوضع الراهن، لافتاً إلى أن عدم التزام بعض الحلاقين بالتسعيرة المحددة سببه الغلاء وصعوبة توفير مادة المازوت لتشغيل المولدات، مشيراً إلى أن الرقابة على الأسعار مهمة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أما في حال تعرض الزبون لأي خطأ من الحلاق فإنه يستطيع اللجوء إلى رئيس نقابة الحلاقين وأمانة السر بعد تقديم طلب رسمي لحل المشكلة، وإذا لم نتمكن من علاجها تحال إلى القضاء بطلب من الزبون.