خلافاً للتوقعات المُسبقة و«المتفائلة».. أسعار زيت الزيتون تتضاعف أربع مرات خلال عامين

شو صاير 09:42 28-11-2022

على عكس التوقعات التي ذهب إليها البعض من أن الإنتاج الوفير من الزيتون ومن الزيت هذا الموسم لن يؤدي إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون، ما يسمح بالتالي بتصدير كميات من المحصول، جاءت النتائج على النقيض تماماً، إذ سجلت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً في محافظة درعا، حيث تجاوز سعر الصفيحة سعة 16 كيلو غراماً 325 ألف ليرة في بعض المناطق، بارتفاع تجاوز 100 ألف ليرة مقارنة مع أسعار الموسم الماضي حيث كان السعر بحدود 220 ألفاً، مقابل 75 ألف ليرة للصفيحة في موسم عام 2020، أي إن الأسعار تضاعفت أربع مرات خلال عامين، وهي أسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع بعد انتهاء الموسم.

يُفضّل كثير من مزارعي الزيتون التريث في بيع محصول الزيت على أمل الحصول على أسعار أعلى

وحسبما أكده البعض فإن إنتاج الزيتون وبالتالي الزيت لم يكن بحجم التوقعات المتفائلة والتي جرى تقديرها، وذلك أدى إلى قلة المعروض من المادة في السوق وتالياً ارتفاع الأسعار التي وصفوها بـ”القياسية”، فضلاً عن تفضيل كثير من مزارعي الزيتون التريث في بيع محصول الزيت على أمل الحصول على أسعار أعلى، إضافة إلى ما ألمح إليه البعض من دخول التجار على الخط للظفر بحصة من الإنتاج المخصص للتصدير.
ويفضل كثيرون التوجه للمعاصر لشراء مؤونتهم من الزيت مباشرة من المزارعين الراغبين بالبيع أثناء العصير، وذلك خشيةَ عمليات التلاعب بالجودة وكذلك للحصول على سعر مخفض.
وأشار مواطنون في حديثهم لـ«تشرين» إلى أن الأسعار المرتفعة دفعت كثيرين إلى تقليص مؤونتهم هذا الموسم إلى الحدود الدنيا، فيما لفت آخرون إلى أن مؤونتهم من الزيت اقتصرت فقط على بضعة كيلو غرامات لاستخدامها في وجبات محددة لا غنى عن زيت الزيتون لإعدادها، في وقت كانت فيه هذه المادة واحدة من أهم أركان المؤونة التي لا يخلو منها أي بيت في المحافظة.
يجري ذلك فيما يواصل مزارعو الزيتون في درعا توريد إنتاجهم إلى المعاصر المنتشرة في المحافظة، وسط مؤشرات تشي بانخفاض الكميات المنتجة فعلاً عن تلك التي جرى تقدير إنتاجها في بداية الموسم، وهذا ظاهر من عدم وجود ازدحام على المعاصر كالتي كانت تشهدها الأخيرة في مواسم سابقة.
وقال صاحب إحدى معاصر الزيتون في منطقة الصنمين: إنه وعلى عكس ما كان متوقعاً هذا الموسم، لا تزال الكميات الواردة من الزيتون متواضعة، فبعد مضي قرابة الشهر ونصف الشهر على بدء العمل واستقبال إنتاج المزارعين، لم تسجل حالات ازدحام أو ضغط في العمل كما كان يحدث في مواسم سابقة والتي كان العمل فيها يتواصل على مدار الساعة وبثلاث ورديات، لافتاً إلى أن نسبة إنتاج الزيت هذا الموسم مقبولة وتتراوح بين 16 و22٪، وتتفاوت النسبة بين مزارع وآخر، حسب نوعية الزيتون الواردة وتبعاً أيضاً لمدى ما يقدم من خدمات وعناية بالأشجار.

 الأسعار المرتفعة دفعت كثيرين إلى تقليص مؤونتهم من الزيت هذا الموسم إلى الحدود الدنيا

بدوره أشار أحد مزارعي الزيتون إلى أن مواسم الجفاف المتلاحقة أثرت بشكل واضح في محصول الزيتون خصوصاً لجهة انخفاض الكميات المنتجة، إضافة إلى ضمور الثمار وحجم الحبة، وهو ما أدى إلى انخفاض كميات الزيت المستخرج.
ويقدر عدد أشجار الزيتون في المحافظة- حسب تأكيدات رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد- بـ4.7 ملايين شجرة على مساحة مزروعة تقدر بـ23 ألف هكتار، فيما يبلغ الإنتاج المتوقع من الزيتون هذا الموسم 22 ألف طن، وقرابة 2.5 طن من الزيت.

تشرين