إصدار إلكتروني جديد لهيئة الكتاب حول دور الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين القديمة

فن وسنيما 08:42 25-08-2021

عرف الإنسان الموسيقا منذ عصور فاستمدها من عناصر الطبيعة وحاول تقليدها تلبية لرغباته الفطرية في التعبير عن ذاته ومشاعره فبادر إلى صنع آلاته وأدواته الموسيقية من أبسط المواد التي وفرتها له الطبيعة من أخشاب وجلود وعظام وغير ذلك.

ولكن الانطلاقة الأبرز التي عرفتها الموسيقا كانت مع حضارة بلاد الرافدين حيث ازدهرت لتصبح فناً وعلماً مستقلاً ومرتبطاً مع العديد من الفنون والعلوم الأخرى.

ووفقا للكتاب الصادر الكترونيا عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان “الدور الوظيفي لفن الموسيقا في حضارة بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط 3500/1600 ق.م” فإن التنقيبات الأثرية في العديد من مواقع بلاد الرافدين كشفت عن أعداد كبيرة من الأدلة والشواهد التي توثق نمط الثقافة الموسيقية السائدة في البلاد خلال تلك العصور.

ويسلط الكتاب الذي ألفته الباحثة عطاء رعد أبو الجدايل الضوء على الدوافع والأسباب التي أدت إلى تطور الموسيقا في تلك الفترة الزمنية المبكرة من تاريخ الحضارة الرافدية والكشف عن دورها ومدى اندماجها في تفاصيل الحياة اليومية.

ووفق الكتاب فإن دراسة وتحليل الأدلة والشواهد الأثرية المتمثلة بمشاهد حملت مختلف أنواع الإنتاج الفني وفضلا عن نصوص كتابية قديمة من معرفة نقاط مهمة متعلقة بمجالات استخدام الموسيقا على الصعيدين الديني والدنيوي والوقوف على رمزية هذا الفن في الفكر الرافدي القديم.

وسعى الكتاب لسد الفجوة المتعلقة بالدور الوظيفي لفن الموسيقا الرافدية من خلال الكشف عن مناسبات وصفات العروض الموسيقية وتنظيمها وأنواعها وأهدافها والأشخاص الحاضرين والمشاركين فيها إضافة إلى الموسيقيين وجنسهم وحياتهم وتنظيمهم ومكانتهم في المجتمع.

وتقسم فصول الكتاب الذي جاء في 160 صفحة إلى ثلاثة فصول يحث الأول منها في مجموعة من الشواهد والأدلة الأثرية الفنية التي تحمل مشاهد تصف الحياة الموسيقية القائمة في بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط مثل المنحوتات وبقايا المزهريات والأواني وقطع التطعيم والترصيع والاختام الاسطوانية والالواح الطينية.

ودرس الفصل الثاني أنواع الموسيقا ومجالات استخدامها في الحياة اليومية بالاعتماد على تحليل المشاهد التي وثقتها الأدلة والقطع الأثرية والفنية.

أما الفصل الثالث فيعرف الدور الوظيفي للموسيقا في الحضارة الرافدية وذلك من خلال الأدلة الأثرية الكتابية المؤرخة لعصر البرونز القديم والوسيط حيث تحمل النصوص الكتابية القديمة معلومات تدل على دور الموسيقا في الديانة ومشاركتها في الأنشطة الحياتية لباقي أفراد المجتمع إضافة إلى البحث في حياة الموسيقيين ومراتبهم الاجتماعية ما يعكس أهمية الموسيقا خلال تلك العصور.

يذكر أن المؤلفة عطاء رعد أبو الجدايل حائزة على ماجستير في علم الآثار 2020 ولها العديد من المقالات البحثية منها الآلات الموسيقية في بلاد الرافدين خلال الألف الثالثة قبل الميلاد والرقص والغناء المرافق للعروض الموسيقية في بلاد الرافدين خلال عصري البرونز القديم والوسيط.