إصابات اللايشمانيا في دير الزور إلى انخفاض للحدود الدنيا

صحة 10:07 22-08-2022

الذبابة المسببة للايشمانيا ، يسميها أهل دير الزور (السويكتة ) أو الشبح الساكت لأنها لا تحدث صوتاً ، لدغتها مؤلمة جداً تتغذى على دم الإنسان لاستكمال دورتها التكاثرية ، تضع بيوضها على المخلفات الحيوانية والنفايات المنزلية المتراكمة والمتخمرة والصرف الصحي المكشوف الخازن لهذا المرض ، ولا سيما بعد الحصار على المدينة وتدمير البنى التحتية وانعدام الخدمات الصحية الذي فاقم الوضع سوءاً، لكن بفضل الجهود التي بذلها الفريق المعني بمكافحة هذه الحبة (اللعينة) تراجع عدد الإصابات هذا العام إلى حدوده الدنيا ، إذ تؤكد د. ميسون الحاج رئيسة مركز مكافحة اللايشمانيا في دير الزور تسجيل تراجع في أعداد الإصابات إلى 1270 إصابة لعام 2022 وكانت سجلت 14 ألف اصابة في العام 2019, بينما لم يكن عدد الإصابات قبل سنوات الحرب يتجاوز مئتي إصابة فقط.

وبدورها تؤكد وزارة الصحة تقديم كل الدعم و مستلزمات العلاج لـ 265 مركزاً منتشرة في كل المحافظات .

حتى الأطفال

صالح في العاشرة من عمره أصيب بـ( اللايشمانيا ) أو ما يسمى بـ” حبة الفرات “، ليقرر الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه الحبة اللعينة التي انتشرت في وجهه ، وحولته إلى ملامح بشعة ,جعلته سخرية لكل من يراه من زملائه ، إلى أن أنهى العلاج وشفي تماماً ، يؤكد والده أنه بجهود د.ميسون والفريق المتابع تم الشفاء تماماً , مضيفاً أن د. الحاج كانت تشرف على علاجه شخصياً ، وتأتي إلى المنزل لصعوبة الذهاب إلى المركز وتقدم لنا مستلزمات العلاج من أدوات تعقيم وأدوية , إضافة إلى الناموسيات وكله بالمجان.

من بلدة تشرين

الطفلة هبا عمرها 11 شهراً من بلدة تشرين بريف دير الزور الشرقي تقول والدتها : إنه تم علاجها في المنزل حتى الشفاء تماماً من قبل مركز مكافحة اللايشمانيا مجاناً ، إضافة إلى تقديم الناموسيات ومستلزمات العلاج وهنا تؤكد د. الحاج أن بلدة تشرين من البلدات المرتفعة بأعداد الإصابات ، وتم تنفيذ حملات علاجية منذ عام 2019 بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحتى نهاية الشهر السادس من العام الجاري حتى تحقيق التقرير الصفري وخلو البلدة تماماً من الإصابات .

 

حالة صالح أو هبا تمثل الآلاف من الإصابات وخاصة شريحة الأطفال الذين دفعوا ضريبة الحرب مرات ومرات من تشرد أو فقد أو فقر لتأتي عدوى اللايشمانيا في ظرف الناس فيه أعجز عن تأمين كفاف عيشهم..لكن بفضل تضافر الجهود لفريق مكافحة اللايشمانيا تمت معالجة الآلاف من الإصابات وصولاً لخلو بعض المناطق منها تماماً .

يسببه طفيلي

تعرف د.ميسون الحاج رئيسة مركز مكافحة اللايشمانيا في دير الزور اللايشمانيا بأنها مرض جلدي بيئي يسببه طفيلي اللايشمانيا ، يصيب غالباً الأماكن المكشوفة من جسم الإنسان في كافة الأعمار ومن الجنسين، وتبين أن العامل المسبب هو طفيلي اللايشمانيا الذي لا يرى مجهرياً والعامل الناقل هو أنثى ذبابة الرمل وهي حشرة صغيرة 2,1مم ولونها أصفر – رمادي أو بني غامق , تنتقل قفزاً لمسافات لا تتجاوز 100م .

إحصائيات

تبين الإحصائيات خلال الأعوام 2018-2019-2020-2021-2022-

أنه بلغ عدد الإصابات الجدد على التوالي 10450 -14000-14600-3900-1270 إصابة .

تؤكد د. الحاج أن الإصابات في عام 2021 تراجعت بنسبة 73%ونسبة التراجع زادت عن 80% مقارنة مع عام 2020

ووصل عدد الإصابات الوافدة والتي تم علاجها وشفيت تماماً إلى نسبة 45 %من العدد الأصلي للإصابات .

2020نقطة طبية

تعزو د. الحاج أسباب ارتفاع عدد الإصابات في عام 2019 بسبب عودة الأهالي (حاملي الإصابات ) إلى منازلهم بعد تحريرها على أيدي الجيش العربي السوري ،ولاسيما في ريف البوكمال مؤكدة أنه تمت إقامة 2020 نقطة طبية لعلاج اللايشمانيا على المعابر النهرية لعلاج الأهالي في الجزيرة الواقعة خارج السيطرة ..

تراجع في الأعداد

تراجعت أعداد الإصابات في عام 2021 بسبب تنفيذ حملة الرش المنزلي على مرحلتين من 20حزيران حتى 12 تموز – ومن 18 آب حتى 7 أيلول لعام 2021في البلدات العالية الخطورة بالإصابات وهي (السويعة – صبيخان – سويدان – حويجة صحين – تشرين – تجمعات من الميادين –حي الحميدية )وتضيف د. الحاج : بدعم من وزارة الصحة ومديرية الصحة بدير الزور ومنظمة الصحة العالمية والحملات العلاجية المستمرة للصليب الأحمر تراجعت الإصابات في عام 2022 إلى حدودها الدنيا , إلى جانب تكثيف الحملات العلاجية في أرياف المحافظة – الحملات التوعوية – والمسوحات للكشف المبكر عن الإصابات .

العلاج

تؤكد د.الحاج أن العلاج يكون بالمراكز الصحية التابعة لمديرية صحة دير الزور وعلى أيدي أطباء وفنيين وممرضين متخصصين بعلاج اللايشمانيا , مشيرة إلى أن كافة العلاجات متوفرة لدى المركز من (غلو غانتيم –فلو كانازول- شاش – معقمات ..الخ )

وتشير إلى أن هناك توجهاً من مركز مكافحة اللايشمانيا بتوجيه من مدير الصحة لاستخدام العلاج بالتضميد وقد حققنا نجاحاً لا يستهان به .

خلو بعض المناطق تماماً

تضيف د. الحاج : بفضل الجهود المتضافرة تم الوصول إلى نتيجة صفرية في كل من البلدات ريف البوكمال- محكان – بقرص تحتاني – الطوب –البوليل – موحسن – المسرب – ابو شهري – خشام – بدعم من وزارة الصحة (مديرية الصحة – اللجنة الدولية للصليب الأحمر) الداعم الدائم لبرنامج مكافحة اللايشمانيا من العلاج والمستلزمات الوقائية وكذلك الحملات العلاجية والتوعوية وتقديم الناموسيات.

إلى أقصى نقطة

بفضل المسوحات وتقديم العلاج المجاني تقول د. الحاج استطعنا أن نصل إلى أقصى نقطة في المحافظة من الشرق (الهري )المحاذية للحدود العراقية من الغرب معدان عتيق المحاذية لمدينة الرقة وكذلك الحال شمالاً وجنوباً .

دور توعوي

يؤكد د. خليل الحاضر مدير الصحة المدرسية في دير الزور أن دور الصحة المدرسية في مكافحة اللايشمانيا هو توعوي وتثقيفي ونشر الوعي الصحي والتركيز على الاهتمام بالنظافة ، كما يتم فحص الطلاب الجدد القادمين إلى بيوتهم بعد تحريرها من قبل الجيش العربي السوري .وتوزيع البروشورات والكتيبات التي تتضمن النصائح الطبية ونشر الوعي بين الطلاب وذويهم .

الصحة تدعم 265 مركزاً

من المؤكد لوزارة الصحة دورها الداعم للحد من انتشار حبة اللايشمانيا

إذ يؤكد د. زهير السهوي مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أن الوزارة قدمت كل الدعم من خدمات التشخيص السريري والتحليل المخبري والعلاج كله بالمجان حتى يتماثل المريض للشفاء .

وأضاف د. السهوي يتم تقديم الخدمات في ٢٦٥ مركزاً منتشرة في ١٤ محافظة ومنها دير الزور، بالإضافة للفرق الجوالة الخاصة بتقديم العلاج إلى جانب رفع قدرات العاملين في مجالات التشخيص السريري و العلاج بالحقن الموضعي او بالتبريد بالآزوت السائل و بالتشخيص المخبري.

كشف مبكر

وأشار إلى أن وزارة الصحة تقوم بالتوعية والتثقيف الصحي بالمرض و طرق انتشاره من خلال فرق التثقيف الصحي والتوعية و يتم إجراء المسوحات للكشف المبكر عن المرض في المدارس والقرى.

للوقاية

تم توزيع الناموسيات المشبعة ب المبيدات في حماة و حلب وإدلب والحسكة وأضاف د. السهوي :

– يتم توزيع كيتات للنظافة وتغطية الآفة , و تزويد المراكز بالمطويات (البروشورات) و البوسترات للمساعدة بالتثقيف والتوعية .

وختم أنه تم تنفيذ حملتين لرش المبيدات ذات الأثر المتبقي للقضاء على العامل الناقل للمرض في حلب و حماة و دير الزور وتم تزويد كافة المحافظات بالأدوية اللازمة والعلاج الصادر والمعتمد من منظمة الصحة العالمية وفق بروتوكولات علاجية.