بالوقت الذي بدأت أعداد الثروة الحيوانية بدرعا تتحس بعد سنوات عجاف ، دخل قطاع الثروة الحيوانية في معضلة شح وغلاء المواد العلفية ، وارتفعت تكاليف التربية عدة أضعاف ، ما أدخل المربين والمستهلكين في دائرة الخسارة ، والرابح هو منتج وتاجر العلف .
* صرخات المربين
الكثير من مربي الدواجن والأبقار والأغنام قالوا إن أسعار العلف غالية جداً ، والكميات المخصصة من مؤسسة الأعلاف ضمن الدورات العلفية لا تكفي سوى لعدة أيام فقط .
* تكلفة عالية
وقال الطبيب البيطري وهيب المقداد وهو أحد مربي الدواجن أن ثمن المواد العلفية مرتفع جداً ، وتكاليف الصوص حتى يصبح في طور الاستهلاك لمدة 40 يوماً عالية ، وتتجاوز كلفة الكيلوغرام ال ـ 3500 ليرة ، حيث وصل ثمن طن علف الدجاج نحو مليون ومئة ألف ليرة .
وبيَّن المقداد أن أثمان الأدوية البيطرية واللقاح والتدفئة والتكييف والمياه والرعاية وغيرها من نثريات للتربية أصبح أمراً مقلقاً للمربين .
* للمربين شكوى
وقال بعض مربي الدواجن في اليادودة وكفر شمس أنهم يدفعون تكاليف عالية حتى يصبح الطير بوزن الاستهلاك ، حيث ارتفع ثمن العلف بشكل أدى لخروج الكثير من المربين من العملية الإنتاحية ، وبالتالي قلة العرض الذي ترافق مع إغلاق المئات من مسالخ بيع الفروج لقلة البيع .
ويرى المواطن فايز الناصر أنه لم يعد بمقدوره شراء الدجاج سوى بالمناسبات لغلاء سعره الذي تجاوز ال ـ 3300 ليرة للكيلو غرام .
* البيض لم يسلم
وقالت عبير سعد أن ارتفاع أسعار الدجاج واللحوم الحمراء حرم شريحة الموظفين وذوي الدخل المحدود من تناول هذه المادة الأساسية ، وخاصة بيض المائدة الذي حلق بالعلالي ، ووصل سعر طبق البيض لنحو 5100 ليرة .
* والحمراء ترتفع
بينما أشار سمير محسن أن أسعار اللحوم الحمراء قفزت بشكل كبير بسبب غلاء العلف حيث أصبح ثمن كيلو لحم العجل 12000 ليرة ، والغنم 13000 ليرة .
* تحسن الثروة الحيوانية
وبيَّن مدير الزراعة بدرعا المهندس عبد الفتاح الرحال أن الثروة الحيوانية بعد عودة الاستقرار للمحافظة بدأت تشهد تحسناً في أعداد القطعان والإنتاج .
* عمليات إحصاء جديدة
وبيَّن الرحال أن هناك تدقيقاً في الأعداد الحقيقية للثروة الحيوانية ، حيث تم تشكيل لجان تقوم بعملية إحصاء جديدة ودقيقة للأغنام والماعز والأبقار من أجل تقدير الكميات المناسبة لها من الأعلاف .
* 875 مزرعة للدواجن
وقال الرحال : إن عدد مزارع الدواجن المرخصة في درعا يبلغ 875 مزرعة ، منها 738 لإنتاج الفروج ، منها 573 مزرعة منتجة بطاقة 3,225 ملايين طير بالدورة الواحدة ، مبيناً أن عدد المزارع المختصة بالدجاج البياض وأمات الدواجن يبلغ 137 مزرعة العامل منها 85 مزرعة .
وأشار إلى وجود 511 مزرعة للدواجن متوقفة عن العمل ، منها 192 مزرعة مدمرة بشكل كامل جراء الحرب الظالمة على سورية ، ولدى المحافظة 18 عيادة بيطرية مرخصة ، و5 معامل للأدوية البيطرية ، ونحو 11 مكتباً تقدم الخدمات البيطرية في مختلف المناطق .
* العلف الكاوي
ويعاني مربو الثروة الحيوانية في درعا من غلاء أسعار الأعلاف حيث يصل سعر طن علف الدجاح في السوق السوداء نحو مليون ومئة ألف ليرة ، وكذلك غلاء ثمن اللقاحات والأدوية البيطرية بشكل كبير ، وارتفاع تكاليف التربية بسبب تذبذب الأسعار وتقلبات السوق ، ما أدى إلى خروج عدد كبير من مربي الدواجن من طور التربية والإنتاج ، وعدم وجود إطار تنظيمي لقطاع تربية الدواجن ، وبالتالي غلاء أسعار اللحوم والبيض والحليب واللبن والجبنة وغيرها من المنتجات ، حيث ارتفع سعر كيلو الحليب إلى 800 ليرة ، واللبن الرائب 1000 ليرة ، واللبن المصفى ب ـ 4000 ليرة ، والجبنة 4000 ليرة ، وصحن البيض 5000 ليرة ، وكيلو لحمة البقر والغنم 13000 ليرة ، وهي أسعار لم تشهدها المحافظة بتاتاً .. وبالتالي تراجع طلب الأهالي على تلك المنتجات بشكل كبير .
* للجمعيات الفلاحية دور
يقول أحمد حجازي رئيس مكتب الشؤون الزراعية باتحاد فلاحي درعا أن ارتفاع أسعار الأعلاف كان له دور كبير في غلاء أسعار اللحوم من دجاج أو بقر وغنم ، وهذا الأمر انعكس على المستهلكين وخاصة ذوي الدخل المحدود ، وارتفعت أسعار الحليب واللبن والجبنة والبيص بشكل متواتر لتصل لأرقام فلكية ، حيث يقوم اتحاد الفلاحين عبر الجمعيات الفلاحية بالتعاون مع الوحدات الزراعية برفع جداول بأعداد الثروة الحيوانية وأسماء المربين ليصار إلى تسليم الكميات المخصصة وفق الدورات العلفية عن طريق فرع أعلاف درعا ، ويتم بيعها للمربين بأسعار مدعومة وأقل من السوق الخاص بكثير .
ولفت حجازي أن الكميات المخصصة من الأعلاف لا تكفي ليومين أو ثلاثة أيام فقط ، ويضطر المربي لشراء الأعلاف بسعر كاو من القطاع الخاص ، مؤكداً على أهمية زيادة الكميات لتكون مناسبة وفق الدورات العلفية ومدتها .
* الأعلاف تتدخل
وأشار مدير فرع أعلاف درعا المهندس فراس الشرع أن الفرع يقوم بتقديم الأعلاف للثروة الحيوانية بموجب دورات علفية داعمة ، وفق جداول اسمية وإحصائيات من قبل دوائر الزراعة والجمعيات الفلاحية ، وتقدم الدولة الأعلاف بسعر أقل من أسعار القطاع الخاص بكثير وذلك دعماً للمربين ، حيث تبلغ مخصصات الرأس من الأغنام والماعز 10 كغ للرأس الواحد ، والبقر 50 كغ جاهز حلوب .
ولفت الشرع أن هناك توجهات وقرارات جديدة بزيادة الكميات المخصصة للطير بحيث تصبح 1.7 كغ ذرة ، و300 غرام صويا ، حيث يتم تأمين النخالة من مطحنة اليرموك بدرعا والشعير والذرة والجاهز كبسول والكسبة من معامل المؤسسة في المحافظات ، وهي ذات جودة عالية .
وبقراءة سريعة لقرار المؤسسة العامة للأعلاف رقم 56 تاريخ 23/ 11/ 2020 ظهر لدينا أن سعر طن النخالة هو 250 ألف ، وكسبة فول الصويا 865 ألف ليرة ، والذرة الصفراء 485 ألفاً ، وجاهز حلوب ب ـ 385 الفاً ، والشعير 350 ألف ليرة ، وهذه الأسعار كانت أقل من ذلك بكثير قبل صدور هذا القرار ، فعلى سبيل المثال كان سعر طن النخالة قبل القرار 133,5 ألف ليرة ارتفع إلى 250 ألف ليرة ، والجاهز حلوب كان سعره 225 ألفاً ، وأصبح 385 ألف ليرة ، وهذا الأمر ساهم بزيادة تكاليف التربية وغلاء الألبان ومشتقاتها واللحوم.
