بين الحرائق والتعويضات.. مزارعو اللاذقية منكوبون مرتين

شو صاير 09:18 24-11-2020

أشجارٌ مثمرةٌ رُبّيَت «كل شبر بندر» وآمالٌ بموسم خير وبحبوحة.. «جنات ع مد النظر» ثم حرائقٌ غير متوقعةٍ حوَّلتها بلحظةٍ إلى أرض محروقة وحولت معها آمال آلاف المزارعين إلى رمادٍ.
العم أبو سامي (٦٥ عاماً) هو واحد من المزارعين الذين احترقت أراضيهم في منطقة الحفة بريف اللاذقية يقول: عرفت بقيمة التعويضات غير المنصفة الممنوحة للمزارعين المتضررين.
شكوى (أبو سامي) هي واحدة من عشرات الشكاوى التي وردت إلى «تشرين» من مزارعين وفلاحين متضررين من الحرائق الأخيرة، أكدوا فيها أنه حتى يكون التعويض حقيقياً ومنصفاً لا بد من مضاعفة قيمته على أدنى تقدير لتتناسب مع هول الكارثة،
بدوره، قال نائب محافظ اللاذقية المهندس فراس السوسي لـ«تشرين»: وصف التعويضات بغير العادلة هو وصف غير دقيق، مشيراً إلى أنه تم رفع قيمة تعويض شجرة الزيتون الواحدة إلى ١٧ كغ لتتناسب مع حجم الكارثة، وذلك بعد أن قدرت في البداية بـ٤.٥ كغ، تماشياً مع إحصائية مديرية الزراعة التي أجرتها بين شهري حزيران وتموز الماضيين وتوصلت حينها إلى أن الموسم معاوم (إنتاج ضعيف).
وأضاف السوسي: بالتالي يكون تعويض أشجار الزيتون على الشكل التالي: ٦٠٠ ليرة لكل كغ زيتون، وشجرة الزيتون قدر إنتاجها بـ١٧ كغ، أي تعوض شجرة الزيتون بـ١٠٢٠٠ ليرة، وفي كل دونم يوجد نحو ٣٠ شجرة أي ٣٠٦٠٠٠ ليرة، مؤكداً في الوقت نفسه أن التعويض يشمل كذلك أشجار الحمضيات ٥٠٠ ليرة لكل كغ (الشجرة ٥٨ كغ)، والتفاح ٥٠٠ ليرة أيضاً للكيلو (الشجرة ٢٦ كغ).
وعبَّر السوسي عن تعاطفه مع كارثة المزارعين قائلاً: مهما عوضوا يبقوا خاسرين، فالأشجار التي خسروها في الحرائق لا بد أنهم يعتبرونها مثل أبنائهم.
وعن تعويض الأبقار النافقة في الحرائق أكد السوسي أن مديرية الزراعة سترسل لوائح المتضررين من الثروة الحيوانية بما فيها الأبقار والمناحل إلى المصرف الزراعي الذي سيمنح بدوره قروضاً طويلة الأمد من دون فوائد، إضافة إلى إعفائهم من نصف قيمة البقرة.
أما عن آلية توزيع التعويضات التي تبلغ قيمتها ٢٢ مليار ليرة فلفت السوسي إلى أنها حُددت وفقاً للجان تشكلت على مستوى المناطق التي قيمت كل الأضرار، وزع منها حتى الآن ٣ مليارات على مستوى المحافظة، علماً أن نصف مجمل التعويضات سيمنح خلال العام الجاري، أما الربعان الآخران فخلال العامين المقبلين. كما يشمل تعويض القرى المتضررة في اللاذقية من الحرائق منحة لإقامة مشروع خدمي في كل قرية وفقاً لما تحتاجه.
وللاطلاع على عملية تنفيذ المنحة تواصلت «تشرين» مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن والبلديات حسام خوري الذي أكد أن المنحة كانت في البداية بقيمة ١،٥٣مليار ليرة، إلا أنه تمت زيادتها لتصبح ٢،١٠مليار ليرة ، ستوزع بالتساوي على كامل القرى المتضررة وفقاً للمشروع الخدمي الذي اختارته كل قرية بعد إجراء دراسات كاملة رفعت للجهات المختصة، حيث تراوحت معظم تلك المشروعات بين الصرف الصحي والتزفيت وما شابه ذلك.
وأشار خوري إلى أنه لم يتم البدء بتنفيذ أي من تلك المشروعات بانتظار التوجيهات بالتنفيذ، مؤكداً جهوزية المحافظة وأنه تم توقيع العقود مع الشركات المنفذة.
وكانت التقديرات قد أشارت إلى أن أضرار الحرائق طالت ١٦٥٢١ مزارعاً في ١٤٤ قرية ومزرعة في اللاذقية، أحرق فيها ٧٥٢٠٠ دونم بما فيها أكثر من مليون و٢٠٠ ألف شجرة زيتون، ٢٠٠ ألف شجرة تفاح، و٢٧٠ ألف شجرة مثمرة من أنواع مختلفة