انخفاض نسبة الزيت يثير الشكوك حول التزام المعاصر بالمعايير

محليات 06:31 27-11-2020

لم يكن عدد من مزارعي درعا على قناعة بنسبة الزيت المحصَّلة من محصول الزيتون لهذا الموسم وخاصةً أنها منخفضة إلى حد غير معقول، وأشار بعضهم لـ«تشرين» أن هناك مشكلة ما في المعاصر, والمثال على ذلك أن نسبة الزيت اختلفت بين معصرة وأخرى, علماً أن المزرعة هي نفسها «أي الرعاية متماثلة», كما أن الصنف الموجود هو ذاته، أي لا مسوغ لتغير النسبة ففي واحدة تطلبت الصفيحة زنة 16 كغ كمية 95 كغ ثمار, وفي أخرى احتاجت 120 كغ، وبيّن آخرون أن أحاديث كثيرة تدور في الوسط الزراعي عن أن معصرة في مدينة ما أفضل من أخرى في مدينة ثانية لجهة نسبة الزيت، ويعيد البعض السبب إلى عدم إعطاء الثمار الزمن الكافي من العجن وخاصةً في أوقات الذروة عندما يكون هناك ضغط في العمل, من جانب آخر أشار عدد من متابعي الشأن الزراعي إلى أن التلاعب بزمن العجن ودرجة الحرارة في المعاصر وارد وله منعكس إيجابي لجهة المردود المالي المتحصل من مادة «البيرين» الناتجة عن عملية العصير, وخاصةً أن «الدارج» في درعا أن صاحب المعصرة هو من يأخذ هذه المادة ويسوقها لا المزارع، ومن هنا فكلما قل زمن العجن تكون نسبة الزيت أعلى في مادة «البيرين» الناتجة, وبالتالي يزيد سعرها لأنها تكون مرغوبة أكثر لغرض استخراج الزيت المتبقي فيها واستخدامه في صناعة الصابون، وكذلك لغرض التدفئة لكون الزيت يزيد من فعالية «البيرين» في التدفئة، وإزاء كل ما تقدم يطالب كل من التقتهم «تشرين» بضرورة متابعة وضبط عمل المعاصر وإلزامها بالمعايير الفنية حرصاً على عدم ضياع قسم من الزيت على الفلاحين, وبهذا الصدد أوضحت المهندسة- حنان الخياط رئيس دائرة الأشجار المثمرة – شعبة الزيتون في مديرية زراعة درعا أن التعليمات النافذة تنص على أن زمن العجن يمتد من 20 إلى 30 دقيقة مع درجة حرارة من 25 إلى 30 م, والحد الأقصى لمدة العجن ساعة واحدة حسب نضج الثمار، لافتةً إلى أنه يلاحظ بشكل عام خلال الموسم الجاري ارتفاع نسبة قطاعية الزيت من 11 إلى 20%, بمعنى أن كل صفيحة زيت تحتاج ما بين 80 و120 كغ ثمار.
ولجهة مدى التزام المعاصر بالمعايير هناك لجنة مشكلة على مستوى المحافظة من مديريات الزراعة والتموين والبيئة والموارد المائية, مهمتها مراقبة عمل المعاصر, والتأكد من تطبيق التعليمات الفنية لعمليات العصر والتخلص الآمن من مياه «الجفت» والالتزام بالأجور المحددة، وخلال جولات ميدانية عدة جرى التأكيد على ضرورة الالتزام بزمن العجن وإعطاء الثمار حسب نضجها الزمن الذي تستحقه, والتأكد من وجود حوض إسمنتي لتجميع مياه «الجفت» ومن ثم توزيعها على المواقع الحراجية.

وبالنسبة لتكاليف صفيحة الزيت لهذا الموسم بينت الخياط أنها تبلغ 55 ألف ليرة، علماً أنه لأول مرة في درعا يحدد أجر العصر حسب عائدية مادة «البيرين», وذلك بمقدار 63 ليرة للكيلو غرام الواحد إذا كان «البيرين» لصاحب المعصرة و78 ليرة, و«البيرين» للمزارع، أما نسبة «البيرين» الناتج عن العصر فتبلغ من 40 إلى 45 % , وقدر سعره مع بداية الموسم ما بين 25 إلى 40 ألفاً للطن الواحد رطباً, وبين 125 و150 ألفاً للطن جافاً, إزاء ما تقدم ينبغي تشديد الرقابة على معاصر الزيتون ولا ضير من إجراء مقارنة بين ناتج الزيت للثمار نفسها بين معصرة وأخرى لضبط التجاوزات الحاصلة لدى المعاصر لجهة زمن العجن وخاصة أن الكمية التي احتاجتها صفيحة الزيت في بعضها -حسب مزارعين- بلغت 135 كغ من الثمار وهو ما يزيد على الحد الأعلى المقدر لهذا الموسم، علماً أن أصحاب الخبرة يمكنهم من خلال جس مادة «البيرين» ولزوجتها معرفة إذا كان زمن العجن نظامياً أم لا، وعلى المزارعين في حال الشك بنسبة الزيت الناتجة مراجعة اللجنة المختصة من أجل الوقوف على ما يحدث, علماً أن هذا الجانب الفني المهم «زمن العجن» من عمل المعاصر قد لا يتنبه إليه معظم الفلاحين