الفنان الشامل عبد اللطيف عبد الحميد مخرج الاعمال العفوية القريبة من الناس وللناس

فن وسنيما 10:12 29-11-2021

حملت الافلام التي جاءت بتوقيع المخرج السوري الكبير عبد اللطيف عبد الحميد الفرح بالمضمون وخفة الظل في الاسلوب وعشقه لمهنته وللقضايا التي تناولها فيها جعلته من الاسماء السورية المهمة في عالم الاخراج حيث حصدت اعماله عشرات الجوائز محلياً وعربياً وعالمياً.

حظيت اعمال عبد اللطيف عبد الحميد بإقبال جماهيري كبير لنكون امام فنان شامل صاحب تجربة فريدة في عالم الإخراج السينمائي لما اتسمت به أعماله من البساطة والعفوية ومقاربة حكايات الناس البسطاء بتفاصيلها المحببة.

تميز عبد الحميد التي أنتجت معظم أفلامه المؤسسة العامة للسينما بقدرته على الدمج بين الكوميديا والتراجيديا وكانت البيئة الريفية البسيطة هي السمة الأساسية لمعظم أعماله.

وشهد النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي تحولا في مسيرة السينما السورية كانت الأفلام الجماهيرية التي حققها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد إحداها والتي حصل فيها المخرج للمرة الأولى على أرباح من شباك التذاكر.

ولد عبد اللطيف عبد الحميد عام 1954 لأسرة من لواء اسكندرون السليب حيث نزحت عائلته إلى قرية البهلولية في ريف اللاذقية هرباً من بطش النظام التركي وقضى المخرج المبدع سنوات طفولته متنقلاً بين حمص والجولان السوري المحتل بحكم عمل والده في الجيش السوري وكانت السينما شغفه الأول فكان لا يترك فيلما عربياً وأجنبياً تعرضه صالات مدينة اللاذقية.

درس المخرج السوري القدير الأدب العربي في جامعة تشرين حيث أشبع هوايته الفنية بالعمل في المسرح الطلابي وسعى لدراسة الموسيقا في مصر ولكن ثمة عوائق حالت دون تحقيق حلمه حيث أخذت مسيرة حياته طريقها عندما حصل على منحة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما بموسكو وتخرج منه عام 1981.

وانجز خلال سنوات دراسته ثلاثة أفلام وهي "تصبحون على خير" و"درس قديم" و"رأسا على عقب" وبعد عودته إلى دمشق أنجز للمؤسسة العامة فيلمين تسجيليين هما "أمنيات" و"أيدينا".

تعرف جمهور السينما على عبد الحميد عندما عمل مخرجاً مساعداً في رائعة محمد ملص "أحلام مدينة" سنة 1983 وهو اكثر فيلم سوري حاصد للجوائز وقد تم اختياره كأفضل 10 افلام عربية.

 وفي عام 1987 أدى عبد الحميد الشخصية الرئيسة في فيلم "نجوم النهار" لأسامة محمد لينال مع فيلمه الأول "ليالي ابن آوى" إنتاج عام 1989 سيف مهرجان دمشق السينمائي الذهبي وجائزة أفضل ممثل للفنان اسعد فضة والزيتونة الذهبية في مهرجان حوض المتوسط في كورسيكا والجائزة الذهبية من مهرجان الفيلم الأول الدولي في انوناي بفرنسا.

وعقب عمله الاول اخرج عبد الحميد ثلاثة أفلام صنفها النقاد مع ليالي ابن آوى ضمن رباعية ريفية تناولت بيئة الساحل السوري في حقبة الستينيات مع "رسائل شفهية" إنتاج 1989 الذي نال جوائز عديدة في مهرجانات فالنسيا ومونبليه ثم "قمران وزيتونة" إنتاج 2001 و"ما يطلبه المستمعون"  2003.

 

وفي خطوة مسبوقة في السينما السورية والعربية اقدم عبد اللطيف عبد الحميد بخطوة غير مسبوقة من خلال فيلمه "نسيم الروح" إنتاج 1998 حيث كان هذا العمل تحية لروح الموسيقار الراحل بليغ حمدي.

وخلال السنوات العشر الماضية لم تطفئ نيران الحرب وآلامها جذوة الإبداع عند عبد الحميد من كتابته وإخراجه للعديد من الأفلام صورت الحرب بصورة متعددة تطرق في بعضها لتأثيراتها السلبية على المجتمع السوري والأسرة من فيلم "أنا وأبي وأمي وأنت" و"طريق النحل" 2017 و"عزف منفرد"  2018.

وشهد العام الحالي عودة عبد الحميد بجمهوره إلى عوالم البيئة الريفية البسيطة من خلال فيلمه الروائي الجديد "الطريق" و"الإفطار الأخير" الذي نال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير.

عبد الحميد الذي أخرج للسينما السورية 15 فيلما جميعها من كتابته سحر الجمهور أيضاً بأدائه التمثيلي المعبر والبارع في الأفلام التي شارك فيها مقدما شخصيات فريدة بدءاً من نجوم النهار مروراً بما ورد" و"بانتظار الخريف" و"أمينة" مثبتاً بحق أنه فنان شامل.

رشا محفوض