تكشِّفُهم ليبردوا ! .. محمد أحمد خبازي

15:03 25-01-2022

انتبهوا إلى ما يجري في حياتنا اليومية كمواطنين . الحكومة اتخذت قرارًا بتعطيل الجهات العامة في الدولة لمدة خمسة أيام كاملة إضافة للعطلة الأسبوعية ، نتيجة الظروف الجوية التي تعم البلاد ، وذلك حرصًا على صحة مواطنيها ، وتوفير الحد الأدنى من مصادر الطاقة والتدفئة لهم ، أثناء مكوثهم في منازلهم ، حتى تمر هذه الأيام الشتائية القاسية بسلام . فيما السورية للتجارة قررت أن ترفع وتيرة توزيع موادها المقننة المدعومة للمواطنين ، خلال هذه العطلة الباردة !. وهو ما يعني أنه ينبغي للمواطنين الذين قررت الحكومة تعطيلهم عن دوامهم الرسمي ، حتى تنجلي المنخفضات الجوية التي ستسود البلاد ، وحمايتهم من البرد وخطره ، أن يتجمهروا أمام صالات السورية للتجارة في عز البرد بانتظار استلام موادهم التي هي بضعة كيلوات من السكر والرز ، في ظل رداءة الاتصالات وتعطل أو بالأحرى تباطؤ معظم الأجهزة المستخدمة في قطع البطاقات الالكترونية. وبالطبع نحن مع أن يستلم كل مواطن مخصصاته من المواد الغذائية المقننة وغيرها بكل يسر وسهولة ، وفي أي وقت ، ولكن إجراء السوريه للتجارة في هذا التوقيت بالذات ، مستغرب فعلًا ، ويدل على أنها تغرد خارج السرب ، أو أنها تعيش في كوكب آخر ، أو بتعبير أدق كأنها لم تسمع بقرار الحكومة سابق الذكر !. وبكل بساطة كان يمكن للسورية للتجارة أن تضيف مخصصات المواطنين على الدفعة القادمة من التوزيع ، وتريحهم من التجمهر أمام صالاتها في هذه الظروف الجوية القاسية ، أو بإمكانها توزيع موادها لهم في أحيائهم عبر سياراتها الجوالة ، كما تفعل عادةً في الأيام الدافئة. إذ ليس كل حاملي البطاقة الالكترونية من الفئة العمرية الشابة ، التي قد تستطيع تحمل الظروف الجوية والوقوف لساعات أمام أي صالة أو منفذ بيع للسورية للتجارة ، فبينهم ـ ومن الجنسين الكبير والعجوز وذو الإعاقة، والمريض وهؤلاء ليس باستطاعتهم تحمل البرد تحت أي ظرف كان. لهذا يبدو المشهد العام ، أن الحكومة تغطي المواطنين لتقيهم البرد ، بينما السورية للتجارة تُكشِّفُهم ليبردوا !.