شخصية العام بامتياز !.. محمد أحمد خبازي

18:40 01-02-2022

نُجزمُ ، لو أن مراكز بحثية واستطلاعات رأي عالمية ، أجرت دراساتٍ مُحكمةً ونزيهةً ، وذات شفافية عالية ، لمنح لقب " شخصية العام " لإنسان ما ، لوصلت لنتيجة مفادها ، أن المواطن "السوري" هو شخصية العام بامتياز ، بل كل عام منذ بدء هذه الحرب الجهنمية على وطننا الحبيب وحتى اليوم. فباعتقادنا أنه يستحق هذه المزية بكل جدارة وفخر واعتزاز !. لأن ما من إنسان في ربوع الكرة الأرضية ، يستحق أن يُطلقَ عليه هذا اللقبُ ، أو ينال هذه الصفة غيرُهُ. فما من إنسان سواه يستطيع أن يعيش بأقل مدخول شهري ، ويأكل ويشرب وينام كسائر عباد الله ، وأن يُكيِّفَ ظروفه وحياته المعيشية على قدر راتبه. والمواطن السوري هو الوحيد الذي يعيش بثلاث ساعات غير متصلة ولا مستقرة من الكهرباء يوميًّا ، ورغم شح المياه الصالحة للشرب وللاستخدامات المنزلية في معظم مدنه وبلدانه وقراه ، تراه يمتلك قدرة فائقة على التحمل ـــ أشد من قدرة الجمل ـــ وعلى ابتداع الحياة أيضًا !. وإضافة إلى كل ما سبق هو أكثر بني جنسه سماعًا وتحملًا لتصريحات المسؤولين وذوي الشأن الذين يتغزلون به على مدار الساعة ، من دون أي فعل جدير بالذكر على أرض الواقع ، سوى الكلام فقط ، ومع ذلك يسمع ويضحك ويتابع وحياته اليومية كالمعتاد ، وكأنه لم يسمع ولم ير أي مسؤول وعده بتحسين حياته المعيشية ولم يفِ بوعده. وهو ذاتُهُ الصابرُ الصامدُ على ظروفه القاسية منذ أكثر 11 عامًا ، ومع ذلك لم تفقده تلك القسوة وشظف العيش ، خفَّة دمه وروح الدعابة التي يتسم بها ، ولم تغير فيه شيئًا من حبه للحياة. ألم نقل لكم بدايةً أنه شخصية العام ـ وكل عام ـ بامتياز .