أعضاء جسمها موجودة على جوانب أخرى خاطئة كلياً.... رغم ذلك عاشت 99 سنة

حول العالم 19:15 30-06-2019

روز ماري بينتلي (Rose Marie Bentley) التي عاشت في ولاية اوريغون الأميركية وماتت عن عمر يناهز الـ 99 عاماً، جميع أعضاء جسمها تقريباً لم تكن موجودة في المكان الذي ينبغي أن يكونوا عليه.

 

ومن المثير للدهشة أنه عندما توفيت عام 2017 لم يكن أحد على علم بحالتها الغريبة والنادرة التي من الصعب تصديقها.

لا أولادها الخمسة ولا أحفادها الـ 15 ولا أحفاد أحفادها الـ 31 ولا حتى أحفاد أحفاد أحفاد أحفاد أحفادها كانوا على دراية بالأمر، وحتى روز نفسها لم تكن تعلم بمدى غرابة حالة جسدها من الداخل.

 

كل ما في الأمر أنه في إحدى الأيام عند زيارتها للمشفى واجه الطبيب صعوبة في تحديد موقع زائدتها الدودية، وهكذا اكتشف الأمر.

 

لكن أول من تعلّم السر الفريد لهذه المرأة كانوا طلاب الطب في جامعة "أريجون" للصحة والعلوم (OHSU) في عام 2018، عندما قاموا بتفحص جثة روز أثناء محاضرة التشريح.

 

تبرّعت روز بأعضاء جسدها للدراسة العلمية، وبينما كان الطلاب ينظرون داخل جسدها رأوا أن تخطيط أعضائها كان مرآة عكسية “تماماً” لنموذج التشريح البشري.

 

قلبها كان موجود في الجهة اليمنى “حرفياً، كما بطنها أيضاً في الجهة اليمنى وليس اليسرى، وكبدها كان في اليسرى وليس اليمنى، أيضاً وجد طحالها وبعضاً من أعضاء بطنها في مكان آخر داخل صدرها، وشذوذات أخرى مثل فتق الحجاب الحاجز (نتوء في المعدة من خلال الحجاب الحاجز) ومجموعة من الشذوذات الوريدية الأخرى.

 

السبب وراء الأعضاء المختلطة في داخل جسد روز هو الحالة انقلاب وضع الأحشاء، كما تشير التقديرات إلى أنها تؤثر على واحدة من كل 10000 إلى 22000 ولادة، لكن حالة روز كانت حالة نادرة بسبب الآثار الصحية المترتبة على طريقة ترتيب هذه الأعضاء، ومعظم الأشخاص المصابين بداء حالة الانقلاب هذا لا يصمدون لمرحلة الطفولة، حيث هذه الحالة متعارف عليها في علم الطب بأنها تكتشف في المرضى الصغار للغاية والرضّع.

 

تمتعت روز بصحة جيدة طوال حياتها وتوفيت لأسباب طبيعية في سن الـ 99، على الرغم من استحالة تصديق هذا الأمر في طور هذه الحالة المهددة للحياة.

 

يشير "ووكر" وزملاؤه من الباحثين أن الاختلاف التشريحي في جسد روز من شأنه أن يضعها ضمن الـ 1% (أو أقل) من الأشخاص الذين عانوا من هذه الحالة وتمكنوا من العيش، فقد كانت احتمالات تَمَكُّن روز من العيش إلى سن البلوغ لا يزيد عن واحد من المليون.

 

إن عمر "بنتلي" المتقدم في وقت وفاتها يمكن أن يجعلها أطول شخص عيشاً مع حالة الانقلاب هذه.

بالنسبة للعلم فتمثل روز أكبر شخص عانى من هذه الحالة، فقبل روز كان هنالك شخصاً كان قد عاش لـ 75 سنة مع حالة انقلاب الأحشاء، لكن بالتأكيد ليست بنفس غرابة حالة روز.

 

بالنسبة لمصففة شعر سابقة وقائدة كشافة التي تطوعت كممرضة في الحرب العالمية الثانية فقد كان هامش نَعْيِها غير متوقع، ولكنه كان رائعاً ومناسباً، نظراً لأن أطفالها كانوا يتذكروها كشخصٍ كان دائماً مفتوناً بالعلم.